خلال سنوات مضت انقسم لبنان إلى لبنانين يواجه بعضهما الآخر.. ويتهم بعضهما البعض.. فريق أول يتهم الفريق الثاني بالعمالة لسوريا وإيران وآخر أي “الثاني” يتهم الأول بالعمالة لأمريكا والصهيونية.. فريق يتهم الفريق الثاني باغتيال«رفيق الحريري» وفريق يرد عليه «أنه يتاجر بدم رفيق الحريري في ميدان السياسة» ويؤكد أن التحقيقات ستكشف في يوم ما أن الحريري اُغتيل في عملية إرهابية تهدف إلى إثارة الفتنة والانقسام في لبنان, وإشعال فتيل حرب أهلية تتيح الفرصة للكيان الصهيوني بالتدخل العسكري لضرب المقاومة اللبنانية وتدمير سلاحها.. وتحويل سوريا إلى عراق آخر.. كل ذلك جرى لتصفية حسابات على أرض لبنان, وبفرقاء لبنانيين.. إلا أن عناية الله أخرجت لبنان من هذا المأزق, وعاد اللبنانيون إلى لبنانهم وعروبتهم وتوافقوا.. وبدأوا يسيرون في الاتجاه الصحيح وهو عدم جعل لبنان ساحة لتصفية حسابات الآخرين وبآليات لبنانية يدفع خسائرها الشعب اللبناني وحده.. وأدرك اللبنانيون أن لبنان لا يمكن أن يعيش وحده, وأنه يرتبط ارتباطاً عضوياً وحياتياً مع الجارة الشقيقة سوريا وهو ارتباط مصيري وقدري واستراتيجي أثناء السلم والحرب. والحقيقة أن يقظة «وليد جنبلاط» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والشيخ «سعد الحريري» زعيم تيار المستقبل, وإعادة ترتيب أوراقهما بشكل صحيح, بما يقود إلى إصلاح وضع العلاقات السورية اللبنانية حسب ما تمليه مصلحة القطرين والشعبين الشقيقين الجارين ليلتقي الطرفان عند نقطة المصلحة العليا للشعبين الشقيقين «اللبناني والسوري». إذن المسيرة اللبنانية السورية نحو تصحيح العلاقات بينهما هي المسيرة الصائبة والمنطقية والموضوعية للقطرين العربيين.. ويجب أن تتطور بعد ذلك إلى علاقات استراتيجية في جميع الصعد الحياتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية, وذلك ما يفرضه تموضع القطرين جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً , ومواجتهما مع العدو الصهيوني الذي يمثل الخطر الداهم والمتربص بالقطرين دون تمييز أو تفريق.. حيث يمثل القطران عمقاً لكليهما, ولا يمكن أن يأمن أحدهما من الصهاينة وعليه فالقطران أمنهما منهما, وأولى قواعدهما القوية أمنياً ترتكز على تعزيز وتقوية العلاقات بينهما.. وفي الأخير لا ننسى أن توافق اللبنانيين, وتسوية علاقات لبنان مع سوريا.. مقدمة وقاعدة لتصحيح العلاقات العربية العربية في محيط القطرين الشقيقين إلى علاقات سوية تتطلبها هذه الظروف الخطيرة المحدقة بالعرب..