القطران عزيزان على اليمانيين «دولةً وشعباً» ويهم اليمن جداً أن تستقيم العلاقات بين القطرين العربيين «سورياولبنان» لما لهذه العلاقات من مصلحة للقطرين الشقيقين وشعبيهما، ولما لذلك أيضاً من آثار إيجابية على المستوى العربي والإسلامي، وتحسن العلاقات العربية العربية، والعربية الإسلامية ومردود ذلك على وحدة الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية.. والتضامن العربي الإسلامي تجاه قضايا العرب والمسلمين.. وهي قضايا تحررية، وسيادية، واستقلالية، وتنموية وأمنية، واجتماعية وما إلى ذلك مما يرتبط بتحقيق الوجود العربي الإسلامي الفعال في صياغة السياسة الدولية وفقاً لمتطلبات الأمن والسلام الدوليين، ومعالجة قضايا التنمية والبيئة والتحرر من الفقر والجوع وسوء التغذية والأمية التي تسود العالم الثالث بما فيها أمة العرب والمسلمين. ولا شك أن سعادتنا كبيرة جداً بالتحولات الوطنية في لبنان لصالح أمنه واستقراره ووحدته ونجاح لبنان بالعودة إلى التوافق وإجراء الانتخابات النيابية، وكذا ولادة حكومة الوفاق الوطني برئاسة الحريري، واستيقاظ الوعي اللبناني بما كان له من مصير مدمر لن ينجو منه أحد، وسيستشري إلى الجوار العربي بالتدمير والتخريب كهدف استراتيجي لقوى الطاغوت العالمي الجديد الذي مازال وسيظل يغذي الفوضى الخلاقة في البلاد العربية الإسلامية لاستنزاف كل جهودها، وثرواتها، وأوقاتها في الصراعات القطرية، والصراعات العربية العربية، والصراعات العربية الإسلامية بدلاً من الانشغال والتوجه نحو التحرر من التخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتحقيق النهضة العربية الإسلامية، وتحقيق الاستقلال الحقيقي والتام للشعوب. إن التقارب، والإصلاح، والتصحيح للعلاقات السورية اللبنانية هو جزء أو خطوة على الطريق الصحيح الذي فطن إليه الرئيس «الحريري» رئيس حكومة لبنان الجديدة حكومة الوفاق الوطني.. الحكومة التي ولدت بعد مخاضات وتعسرات صعبة جداً نتيجة لظروف لا تمت بصلة لمصلحة الشعب اللبناني الذي لا يمكنه أن يعيش بمعزل عن الجوار العربي السوري. فالقطران العربيان «سوريا، ولبنان» يكملان بعضهما، وكلاهما يمثل عمقاً لبعضهما من الناحية الأمنية ومن الناحية الاقتصادية، ومصالحهما ومصائرهما مشتركة، ومترابطة.. وذلك ما يجب أن تحرص عليه دولتيهما. لذا سعت سوريا للحفاظ على العلاقات الأخوية مع لبنان رغم كل العوارض والأنواء التي حاولت بكل قوة وبكل الوسائل، لكن استطاعت سوريا تجاوز تلك المؤامرات والتي مازالت.. لو لا تلك الخطوة «الحريرية» التي أقدمت على تسوية وتصحيح العلاقات «السورية اللبنانية» بزيارة رئيس الحكومة اللبنانيةلسوريا، والتقائه القيادة السورية لتصويب الانحرافات، والتخلص من الالتباسات، وإعادة العلاقات بين القطرين الشقيقين إلى وضعها الطبيعي العروبي الشقيق والأخوي. لقد كانت زيارة «سعد الحريري» لدمشق خلال يومي «19-20» ديسمبر الماضي لتصويب وإصلاح العلاقات بين دمشق وبيروت، معبرة تماماً عن مسار الشهيد «رفيق الحريري» العروبي الإسلامي الإنساني.. وعودة بالدور «الحريري اللبناني» إلى نصابه.. وهو ما سوف يصوب العلاقات العربية التي كانت قد تأثرت سلباً خلال فترة الجفا «السورية اللبنانية» لا أعادها الله.