يعتبر السادس والعشرين من سبتمبر 1962م يوماً تاريخياً في حياة كل يمني حيث كان هذا اليوم بداية مرحلة جديدة لكل أبناء اليمن في شماله وجنوبه ، لقد كان يوم نهاية الحكم الكهنوتي الظالم في شمال اليمن وكان ذلك اليوم شرارة البداية لنهاية الاحتلال البريطاني في جنوباليمن آنذاك .إن الثورة اليمنية كانت حلم كل يمني من أجل التخلص من الجهل والفقر والمرض والتسلُّط الذي كان يُعاني منه كل يمني ، لذلك كان ذلك اليوم – السادس والعشرين من سبتمبر 1962م- يوم انتصار كل الشعب اليمني على الطغاة الظالمين وكان ذلك اليوم عنوان الحرية والكرامة والخروج من دياجير الظلام ، فلقد كان النصر حليف كل الأبطال الذين فجروا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر ، ذلك لأنهم عانوا أشد المعاناة من ذلك الحكم البغيض الجائر ، وكانت نهاية ذلك الحكم إلى الأبد ، فما يجري اليوم في محافظة صعدة من تمرد وخروج عن النظام والقانون ليس إلا محاولةً يائسةً بائسة للعودة بالوطن إلى ذلك الزمن الغابر المظلم وهيهات أن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء والعصور المظلمة ..إن الشعب اليمني الذي ضحى بالعديد من خيرة رجاله من أجل الحرية والكرامة ونيل كل حقوقه لا يمكن أن يرضى بديلاً عن الحكم الجمهوري والنظام الديمقراطي والوحدة والتعددية السياسية ولا يمُكن أن يتراجع بأي حالٍ من الأحوال عن كل الإنجازات التي حققها مقابل الانصياع خلف أفكار شرذمةٍ ضالةٍ تدّعي الحق الإلهي في حكم الأرض ، فالشعب اليمني بكافة أطيافه يُدرك مدى خطورة هذه الادعاءات ويدرك كل المخططات التآمرية التي تستهدف أمن الوطن ووحدته واستقراره سواءً من الشرذمة الحوثية و من دعاة ما يُسمى بالحراك ومؤيديهم ، ولذلك فإن الشعب هو من أوائل المتصدين لهذه الفئة الضالة المُنحرفة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في هذه الأيام بفضل الله أولاً ثم بفضل أبناء قواتنا المسلحة والأمن البواسل وبفضل كل الشرفاء من المواطنين الذين هبوا لنجدة الوطن والدفاع عن كل إنجازاته ، لذلك فإن النصر حليفهم بإذن الله ، وما سقُوطُ أوكار المتمردين الحوثيين الخونة وأحصنتهم وقلاعهم وجيوبهم ومخابئهم ومصرع بعضهم واستسلام البعض الآخر إلا نذيرٌ بالنصر القريب لقواتنا المسلحة والأمن وما هي إلا أيام إن لم تكن ساعات قليلة ويتم حسم الأمر لصالح اليمن ..في الأخير لا ننسى الترحم على شهداء وطننا الأبرار الذين قدموا أنفسهم رخيصةً من أجل الوطن سواءً شهداء السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والوحدة المباركة والذين يُدافعون عن الوطن ضد الشرذمة الحوثية قال الله تعالى “ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون . صدق الله العظيم ، والنصر قادمٌ لا محالة .