لم يسبق لأي زعيم في القارات الخمس ممن عرفوا بتعاطفهم مع القضية الفلسطينية والوصول بتلك العواطف إلى القول بأنهم عرب بقلوبهم وهواهم مثل الرئىس الفنزويلي هوجو تشافيز، إذ يحث العرب على التوحد ويجوب العالم لكسب التأييد المادي والمعنوي والدبلوماسي لهذه القضية مثل النائب البريطاني جورج جالوي. ولم يحتج على كلام رئىس اسرائىل شمعون بيريز في المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد في سويسرا اقبل عدة أشهر المليء بالكذب وعلى عدم اعطائه نفس الوقت الذي أعطي للصهيوني بيريز مثل رجب طيب اردوجان رئيس وزراء تركيا الذي فاق في حماسته للدفاع عن القضية الفلسطينية نجم الدين أربكان رئىس حزب الفضيلة التركي الذي حُل في بداية التسعينيات وقدم أربكان للمحاكمة بتهمة تهديد الدولة العلمانية في تركيا التي أسسها مصطفى أتاتورك بعد الحرب العالمية الأولى وأنهى امبراطورية عظيمة كانت تنافس الامبراطوراية البريطانية في الانتشار في أنحاء كثيرة من العالم وأقامت أسساً حضارية زاهية مازالت آثارها قائمة حتى اليوم في كل بلد حل فيها العثمانيون في بلاد العرب وفي البلقان. ابهر تشافيز وجالوي واردوغان واربكان الشعوب العربية ووضعوا الحكام العرب والمسلمين في مأزق حتى أنهم إما لزموا الصمت أو اتصلوا بهؤلاء سراً لشكرهم طالبين منهم كما قال أحد الصحفيين العرب عدم ذكرهم في وسائل الاعلام المحلية والخارجية خوفاً من عقاب الجانب الغربي من المحيط الأطلسي ومن الجانب الشرقي الذي يرمز إلى دول أوروبا بصورة عامة واسرائىل وإن كانت تطل على البحر الأبيض المتوسط من الجهتين. فمواقف هذه الشخصيات تندرج ضمن أشجع ما سمعنا وعرفنا عن النكبة الفلسطينية منذ وقوعها اللهم إلا الفدائيين الحقيقيين سواء من استشهد منهم أو اعتقل أو اغتيل على مدى أكثر من سنتين داخل فلسطينالمحتلة عام48م، وعام67م وفي الدول التي تشتتوا فيها فمنهم من وجد الأمان وفرص العمل لإظهار القضية بصورتها المأساوية الحية في ظل أنظمة كانت قومية وتمسكت بهذا الشعار إلى أن وقعت في قبضة الأعداء بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الواقع الذي رسم ونفذ بحذافيره في فترات متتالية ملئت بالموقوذة والنطيحة والمتردية وما أكل العدو الذي فاق السباع في نهمه وشراهته في ابتلاع الأرض والانسان.