يستوي المتعلم والجاهل في معالجة أمور لا تزال محكومة بعادات وتقاليد قديمة وبالية، وإذا كان الرجال نجد لهم عذراً في هذه الأمور، فإن النساء من باب أولى. ولقد كاد طلاق هذه العروس يحصل في أول خطوة امتنعت أن تدوسها على عنق جدي، ذبح، تحية للدخول، وأحسب أن هذه العادة مرتبطة بشعيرة جاهلية، فلا بد من إراقة الدماء عند عتبة باب العريس طرداً للأرواح الشريرة، وربما يكون ذلك طرداً للهلع الذي تعانيه الفتاة جراء «الدُّخلة» وهو هلع صادر عن حكايات تمليها صديقاتها قبل مغادرة العريس إلى منزل الزوجية بأيام!! وفي كل بلد عربي فيما يبدو تمارس هذه الطقوس وربما تختلف الطرائق، ففي بلاد الشام، تحضر الأسرة قطاً صغيراً، ليتمكن العريس من فصل رأسه عن جسده أمام العروس، إظهاراً للشجاعة «منتهى الوحشية»، لتهاب العروس بهذا الفعل زوجها، غير المهاب «ربما»، وفي قريتنا ولا أدري إن كانت هذه العادة مستمرة، يتسابق العريس وزوجه، أيهما يدوس قدم الآخر، لتحدد الغلبة للذي يسبق!! ماهو الفرق بين أستاذ جامعي على سبيل المثال حصل بحمد الله على درجات أعلى في المعرفة وهو لما يزل ولياً «من الولاء» لهذه التقاليد البالية، متجاوزاً المعرفة الحديثة والعقل الحديث، وبين إنسان أمي لم يستطع تجاوز محنة «فك الخط» كما يقول إخواننا في مصر؟ إن الأعراف البالية قد تكون مقبولة أحياناً إذا كانت وسيلة لغاية شريفة، ولكن أن تحول هذه الأعراف دون إنجاز أمور ضرورية، وتجاوز عقبات قد تقف أحياناً أمام عجلة التنمية، فهذا أمر غير مقبول ومن هذه الأعراف تحديد موقف إزاء آخر قضت الأصول أن يكون في الموقفين اختلاف وجهات النظر، وأضرب لذلك بعض الأمثلة: 1 اشتراكي رفض أن يحاور إصلاحياً، لأن الكفر عقيدة غير ممكن الخلاص منها، قالها صاحبي بتلقائية، وهو على فكرة يطلق عليَّ «مبتدعاً» لأني أحضر المولد وأحلق دقني، وكلما رآني وقبل أن يلقي السلام يدعو لي بالرشد والهداية، فالله يهدي من يشاء!! 2 مال الدولة حلال، وإخفاء بعض أوراق تثبت الصرف من الأمور الجائزة للمصلحة العامة، ومنها بناء البيت الثالث!! 3 آمنت بالله ورسله واليوم الآخر والموت حق والنار حق، وأن يتزوج زوجي أخرى أمر فيه نظر، «دكتورة جامعية».. و«انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع» التفسير غير واضح «الدكتورة نفسها».