أفضل طريقة لتقويم اللسان العربي هو القرآن الكريم حفظاً وقراءة عادية. وقد اعتاد اليمنيون بعد صلاة الفجر أن يقرأوا جزءاً أو بعض الجزء من القرآن الكريم، وأذكر أنه في قريتنا كان الناس يقرأون القرآن الكريم على ضوء الصباح من خلال النوافذ الصغيرة، فتنشرح القرية بصوت القرآن ويسمع الطفل آباه، فيتعود قراءة القرآن. والقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يتلقى بالمشافهة، أي أنه لابد أن يسمعه الإنسان من فم فقيه أو عالم. وقد حفظنا بعض سور القرآن الكريم من خلال المناسبات التي رآها المؤمنون أنها حسنة، مثل القراءة الجماعية على الميت والموالد النبوية ومناسبات الذكر الأخرى، فلما جاء بعض المساكين الذين يظهرون تعالمهم من خلال الإنكار وادعاء «التبديع»، بدأ حفظ القرآن يتلاشى. وكأن هناك مؤامرة سرية للقضاء على القرآن، من حيث لا يعلم أو يعلم هؤلاء المتعالمون الجهال هداهم الله تعالى، إذ نحن بأمس الحاجة لحفظ القرآن وتلاوته. فلابد أن يعيد بعض المساكين النظر في إطلاق التهم بالبدع وخلافه!! خاصة وقد اختفت الكتاتيب، ولم تهتم المناهج بجرعات كافية من السور، نظراً لازدحام المقررات. وللأسف فإن كثيراً من المسلمين لم يستطع أن يقرأ القرآن على الوجه الصحيح، ويخشى كثيرون أن يذهبوا بأبنائهم إلى بعض مدارس التحفيظ التي تستغل الفرصة لتفسير القرآن الكريم وفق أهوائها الحزبية واتجاهاتها المذهبية. والأفضل أن نعيد الكتاتيب إلى الحياة، ليتلقى القرآن على أكمل وجه، ولا نريد تفسيراً في هذه المرحلة، ولنتركه للصف الأول الإعدادي، وما يليه من مراحل، وكفى الله المؤمنين القتال. وبالله التوفيق.