يأسف المرء كثيراً عندما يلجأ عضو مجلس نواب يدعي الفهم والثقافة والدراية بالنظام والدستور والقانون، وبما ينفع الناس وما يضرها، إلى ترك مهامه ومسؤولياته الرئيسة التي انتخبه أبناء دائرته من أجلها في مجلس النواب ويستبدلها بالتسكع في أزقة وأحياء وشوارع مدينة تعز، والقيام بأعمال التحريض ضد النظام القائم وضد السلطة المنتخبة من أبناء الشعب، وضد الدستور والقانون.. مؤسف حقاً أن يلجأ نائب برلماني إلى اختراق النظام والقانون واعتماد أساليب «البلطجة» بديلاً عنهما، وهو أول من ينبغي عليه التحدث باسم القانون وإعلاء شأنه عند كل فعل أو عمل يقوم به، والتوعية بين الناس بأهمية واحترام مواده ونصوصه!!. مؤسف حقاً أن يتحول البرلماني الذي تنظر إليه جماهير الشعب من منظار المسؤولية إلى مخرب أو فوضوي أو يتشبه من خلال أفعاله وأقواله بقُطاع الطرق الخارجين عن النظام والقانون والذين لايعترفون بدولة ولايأبهون بسلطة أو شعب.. ومع ذلك يدعو إلى سيادة العدالة وإلى التغيير ووجهه لم يعد يندى بشيء من الحياء.. أن يصر هذا البرلماني «الفاهم جداً» و«المنقذ جداً جداً» على ركوب موجة العبث والسير في طريق اللاقانون عند إشهار حركته أو حزبه.. منظمته أو تنظيمه أياً كان شكله أو لونه أو«رائحته» ورفض الالتزام بالإجراءات القانونية التي ينبغي اتباعها وإنجازها لينال بموجبها الصفة القانونية والفعلية لها، فكأنه يعلن على الملأ أن لاقانون إلا العبث.. وإلى ذلك هل يستحق أن نسميه برلمانياً ومسؤولاً أم مخرباً وانقلابياً وفوضوياً؟!.. سلطان السامعي يراهن اليوم من تعز على تاريخه الملبد بالسيء والأسوأ.. ويراهن على الخيبة التي اختارته ليكون ممثلاً ل«الإنقاذ الوطني» إلى تعز والإعلان عن اشهار الإفلاس والترويج لمرائيهم اللامرئية، التي لن تؤدي به وحسب بل و«مرجعياته» إلى الاحتراق والتلاشي.. سلطان السامعي يتحدث في تعز وعبر الصحف أن حركته التي يريد الإعلان عنها وإشهارها بعيداً عن النصوص القانونية وب«الغصب» هي حركة جماهيرية لامدنية ولاسياسية وربما قال: أيضاً لاشرقية ولاغربية «!!» ولكنها وفقاً لتعريفها الواضح في برنامجها التنفيذي فإنها «حركة مدنية سياسية تعمل من أجل التغيير الحقيقي والفعلي في بنية النظام ورموزه وأركانه»!!.. هكذا هي بوضوح ليست من أجل أبناء تعز أو معهم في ضرورة المطالبة بتعزيز وترسيخ القانون ومساعدة الدولة في وضع المعالجات الكفيلة بإنهاء مشاكل المياه والكهرباء.. وتحقيق التنمية كما يدّعون ويروجون بين الناس ولكنها من أجل «تغيير حقيقي وفعلي في بنية النظام ورموزه وأركانه».. رؤية انقلابية واضحة ودعوة معلنة للانقلاب على النظام ونسخة مصغرة متفرعة من «وثيقة الإنقاذ الوطني» لأصحابها أحزاب اللقاء المشترك!! اختاروا تعز لتكون بداية الطريق نحو اشهار حركتهم الانقلابية ضد الوطن والشعب والتي ستكون بديلة عن اللقاء المشترك مستقبلاً.. اختاروا تعز لكونها تعز التي انطلقت منها شرارة الثورة وآوت على ترابها الطاهر وتحت ظلالها الوارفة مشاعل الثورة ورموزها الشرفاء ومنها بدأت حركة التغيير الفعلي للنظام السياسي سواءً في شمال الوطن سابقاً أو جنوبه. اختاروا تعز لتكون عاصمة الحراك الفوضوي والانقلابي الذي اختاروه للوطن وأعلنوا عنه بوضوح دون حياء أو خجل.. ويسعون اليوم لتكون الفوضى هي العنوان السائد في كل أرجاء الوطن.. اختاروا تعز لأنها تعزُ على كل أبناء الوطن.. لأنها أخرجت رجال الفكر والعلم والبناء ومضوا في اتجاه الكشف عن فجر الوطن المشرق المليء بتطلعات أبناء الوطن جميعاً.. اختاروا تعز لأنها عنوان للثورة.. وعنوان للجمهورية.. وعنوان للوحدة والديمقراطية.. وعنوان للمستقبل الأفضل للوطن بأكمله.. اختاروا تعز لإشهار هذه الحركة «الإنقاذية» التي ظاهرها المتاجرة بأوجاع وهموم ومتطلبات وآلام الناس، وباطنها إثارة الفوضى والتخريب والانقلاب على النظام وإدخال الوطن في معمعة الصراعات الدموية!! ليس كذباً مانقوله أو ادعاءً هدفه اغماط الحقيقة وعدم إظهارها ولكنها الصورة التي تتجلى بوضوح عند الاطلاع على مبادئ الحركة ومضامينها وغاياتها وبرنامجها التنفيذي على المستوى الوطني العام.. وليس على مستوى تعز وحسب.. حركة وطنية عامة ليس وراءها سلطان السامعي ومن يسعى إلى ضمهم إليه من الشخصيات والمشائخ والمفكرين والمثقفين والإعلاميين من أبناء تعز ولكنها حركة كما أشار البرنامج التنفيذي لها «ستستوعب تنظيم هذه الطاقات من خلال تشكيلها في أطر شعبية تمارس العمل السياسي وفق رؤية مستمدة من مرجعيات الحركة والقوى السياسية والاجتماعية الحية الساعية إلى الانعتاق من وضع اللادولة واللانظام». هي رؤية «الإنقاذ الوطني» الارتدادية والانقلابية.. ومرجعياتها قيادات أحزاب المشترك التي تدعي دون سواها أنها «القوى السياسية الحية الساعية إلى الانعتاق والانقلاب على النظام القائم وتغيير رموزه وأركانه»!!.. يقيناً لن تكون تعز أو غير تعز منطلقاً لإشهار الخراب بين أبناء الوطن.. ولن يكون أبناء تعز وغير أبناء تعز لقمة سائغة يمكن أكلها وابتلاعها بسهولة كما يتوقعون.. بل سيكونون لقمة سائغة مغروسة بالأشواك والسموم في أفواه كل المتآمرين على أمنهم وأمانهم وسلامهم.. وليس أمام سلطان السامعي إلا العودة إلى مرجعيات الحركة وإخبارهم بأنه فشل في تعز علهم يعيدوا حساباتهم ويدركوا أن المكر السيء لايحيق إلا بأهله!!..