قوة الثورة الضاربة ومن يمتلك سلطة الإشراف على أسلحة إيران الإستراتيجية ..إنها قوات الحرس الثوري التي تأسست بُعيد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، بهدف الذود عن النظام الإسلامي الجديد للبلاد، بالإضافة إلى خلق نوع من الثقل الموازن للقوات المسلحة النظامية. يُقدَّر عدد أفراد الحرس الثوري ب 125 ألف عنصر، ولديه قواته الأرضية الخاصة به، بالإضافة إلى وحداته البحرية والجوية، وامتلاكه سلطة الإشراف على أسلحة إيران الإستراتيجية. يسيطر الحرس أيضاً على قوات المقاومة شبه النظامية (الباسيج)، وهي قوة من المتطوعين وتشكل ميليشيا إسلامية قوامها حوالي 90 ألف رجل وامرأة، ولديها القدرة على حشد حوالي مليون متطوع عند الضرورة. أصبح الحرس الثوري قوة عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة في البلاد، وتربطه الآن صلات وثيقة بكل من المرشد الأعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد، وهو عضو سابق في الحرس. يتحكم الحرس الثوري بمؤسسة المغبونين والمعاقين الخيرية ذات النفوذ القوي، والتي تدير جزءاً لا يُستهان به من الاقتصاد الإيراني.. وقد حدت القوة المتعاظمة للحرس الثوري الإيراني بالولايات المتحدة إلى اعتبار أنه "يقوم بنشر أسلحة الدمار الشامل"، كما اتهمت واشنطن قوات القدس، وهي بمثابة قوات النخبة في الحرس والذراع التي تشرف على العمليات الخارجية وتضم حوالي 15 ألف عنصر، بأنها "تدعم الإرهاب". يتمتع الحرس بوجود قوي وفاعل في المؤسسات والهيئات المدنية، إذ يسيطر على «الباسيج» أو "متطوعي جيش المقموعين"، والذين يدينون بالولاء للثورة، إذ يستدعيهم للنزول إلى الشوارع في أوقات الأزمات . كما يسيطر على حوالي ثلث الاقتصاد الإيراني و على العديد من المختبرات الجامعية وشركات الأسلحة وشركات تصنيع السيارات.. قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حرص الشاه محمود رضا بهلوي على الاحتفاظ بقوة عسكرية كبيرة لحماية الأمن الوطني والقومي، ولصون سلطته والدفاع عن عرشه. بعد سقوط الشاه، أدركت السلطات الإسلامية الجديدة، بزعامة آية الله الخميني، بأنها هي الأخرى بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بتعزيز قيادتها والذود عن قيم ومبادئ الثورة. ومن هذا المنطلق هيَّأ رجال الدين دستوراً جديداً يغطي كلاً من القوات العسكرية النظامية (الأرطيش)، وتُناط بها مهمة الدفاع عن حدود البلاد وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري (الباسدران)، المكلفة بحماية النظام الإسلامي للبلاد.. أما على أرض الواقع، فقد تداخلت أدوار القوتين المذكورتين على الدوام، إذ يمكن للحرس الثوري مثلاً أن يقوم أيضاً بمهام المساعدة بحفظ النظام العام، ويعزز باستمرار من قوته العسكرية والبحرية والجوية.