سعدت هذا الأسبوع بمشاركة هيئة تطوير خيلة بقشان في مديرية دوعن محافظة حضرموت احتفائية تعليمية باذخة بمناسبة افتتاح أول مبنى للتعليم الثانوي للبنات في دوعن من قبل الدكتور عبدالسلام الجوفي، وزير التربية والتعليم، والأستاذ سالم أحمد الخنبشي، محافظ محافظة حضرموت، وهو بالمناسبة مجمع تعليمي متكامل ذو ثلاثة أدوار يقع في منطقة الجحي متوسط وادي دوعن، ويحتوي على 26 صفاً دراسياً وقاعات مجهزة بالمعدات والتجهيزات والوسائل التعليمية الحديثة وأجهزة الحاسوب ومختبرات الكيمياء والأحياء والفيزياء وساحات وقاعات للأنشطة المدرسية وملحقات تعليمية أخرى وبكلفة تقارب 335 مليون ريال. افتتاح هذا المبنى المستقل لتعليم الفتاة في وادي دوعن جاء كما أعتقد بعد أن ترسخت وتجذرت مبادرات وجهود المجتمع المحلي في هذا الوادي الرحيب مع الجهد الرسمي الحكومي في إيلاء المزيد من الاهتمام لقضية تعليم الفتاة، والإصرار الجميل على إفساح المجال لها لمواصلة تعليمها إلى المراحل الدراسية المتقدمة والعليا بعد أن أصبح حال تعليم الفتاة في أوضاع صعبة وغير مرضية إطلاقاً. حيث كان تسرب الفتاة من التعليم حتى في سلمه الأساسي العنوان الأبرز لمعاناة الإدارات المدرسية والمهتمين بشئون التعليم في دوعن وغيرها من المناطق الأخرى؛ بيد أن صورة تعليم الفتاة في وادي دوعن كانت قبل بضع سنوات فقط قاتمة السواد. لقد استطاعت هيئة تطوير خيلة بقشان بدعم سخي من رجال الخير والإحسان والميسورين من أبناء المنطقة يتقدمهم الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان من إحداث نقلة جادة ونوعية في تفكير وتعاطي المجتمع المحلي مع قضية تعليم الفتاة والتنسيق المثمر والداعم للجهد الرسمي الذي بذله مكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة حضرموت (ساحلاً ووادياً) الذي مكن من تغيير بعض المفاهيم ونشر التوعية بأهمية تعليم الفتاة والعمل على تشجيعها وكبح جماح انحسار تعليم الفتاة والمحبطات والمؤثرات الثقافية البائدة والمغلوطة والمعاكسة والتي تحد من مضي الفتاة في مواصلة دراستها؛ ولعل أبرزها عدم وجود كادر تعليمي وإدارات مدرسية من النساء. وانعدام المبنى الدراسي المستقل للبنات إضافة إلى مسببات أخرى نجمت عن بعض الممارسات التعليمية الخاطئة التي تم تصحيحها فيما بعد وخاصة في منع الاختلاط في المدارس بين الطلاب والطالبات. وهذا ما طرحته تحت المجهر الأوراق والمحاور العلمية المقدمة للحلقات والندوات العلمية التي احتضنتها مديرية وادي دوعن وغيرها من مدن حضرموت ومن بينها الندوة التربوية المتميزة التي رعاها المجلس المحلي في مديرية دوعن في ابريل من عام 2004م، والتي بحثت وتتبعت وشخّصت مسألة انحسار تعليم الفتاة في بعض المديريات النائية في حضرموت ومن بينها دوعن، ولامست بعض الأوجاع والمؤثرات، ووضعت المخارج والاتجاهات المحددة لضمان سياسة تعليمية ناجحة تضمن انتشال وضعية تعليم الفتاة مما هو فيه. إن افتتاح مبني التعليم الثانوي للبنات في وادي دوعن هو مؤشر للثمار اليانعة التي جنتها من تلك الجهود الخيرة والحميدة والمساعي الرسمية والشعبية، وهي عوامل وأدوار مكملة، وتذهب في اتجاه خدمة الناس وتنمية وتطور المجتمع. فبورك لدوعن وهي المديرية التي تعد أنموذجاً للتكامل الأهلي والرسمي ليس في جوانب إدخال الخدمات الأساسية فحسب بل في التنمية البشرية التي تعد مكملة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.