لا يخفى على الجميع الوضع الذي يمر به اليمن في هذه الأيام وحساسية المرحلة، إذ من المفترض على جميع القوى والأحزاب الموجودة على الساحة الوطنية سواءً الحاكمة منها أو المعارضة الالتفاف حول الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وإنهاء حالة التمرد بكافة أشكالها ، لا أن يستغل البعض الفرصة لتصفية حساباته مع أي جهةٍ أو حزبٍ أو أي طرف ، وكما يحصل هذه الأيام من قبل أحزاب اللقاء المشترك وكما عهدناها ليس لها مواقف مشهودة تخدم قضايا الوطن فهي تختار الوقت الخطأ والمكان الخطأ لتنال مرادها بالطرق المشبوهة و غير الشرعية ، بل إن كل مواقفها - إن صح التعبير - مخزية تُضر بالوطن ومصالحه أكثر مما تفيد والجميع يعلم ذلك ، ونحن جميعاً ومنذ بداية فتنة التمرد الأخيرة أو ما يطلق عليها مسمى الحرب السادسة في صعدة لم نر أو نشاهد قولاً أو فعلاً من قبل أحزاب اللقاء المشترك يدين فتنة التمرد التي أشعلها الخونة الحوثيون أذناب بعض القوى الإقليمية صراحةً ، فكل الذي رأيناه وشهدناه وقرأناه في بياناتهم سواءً كانوا مجتمعين أو فرادى هو تأييدهم لما يحدث من تمرد في شمال اليمن بل وتحريض الشعب على الفوضى ؛ حتى وإن لم تكن بياناتهم تنص على ذلك بصريح العبارة فهم أذكى من غيرهم في اختيار التعبير المُناسب وتركيب الألفاظ والجمل في بياناتهم وتصريحاتهم التي تُعبّرُ مجازاً عن نواياهم ، والذي يحيرنا أكثر هو الاختلاف الكبير في إيديولوجيات أحزاب اللقاء المشترك كتكتل من ناحية وأحزاب اللقاء المشترك والمتمردين الخونة من ناحية أخرى ، ولا يوجد لذلك تفسيرٌ سوى أن كل ما يقومون به ليس إلا نكاية بالوطن لا أكثر ، والذي دفعهم لذلك حقدهم الدفين على الوطن وغلهم الذي جعلهم لا يرون صواباً سوى مرابطتهم على أبواب السفارات وأعمالهم الفوضوية .. فأين هم من مصلحة الوطن التي يتغنون بها ليل نهار في صحفهم ومقايلهم ؟ وبالنظر لإعلامهم فقد أصبح إعلامهم ناطقاً رسمياً باسم المتمردين يُشرع لهم ما أرادوه في وضح النهار دون أدنى خجل من أنفسهم ومن الشعب الذي نبذهم في العديد من الانتخابات التي كانوا يسعون من خلالها للوصول إلى سدة الحكم بأي طريقة كانت لولا أن الشعب كان مدركاً لكل نواياهم الخبيثة وأوقفهم في المكان الذي تمنوا الا يكونون فيه وهاهم اليوم يصفون حساباتهم مع الوطن وبالتأكيد سيخسرون هذه المرحلة من التحدي لأن الوطن عظيم بشعبه وقيادته وسيوقفهم عند حدهم . وفي الجانب الآخر والذي هو ليس أقل خطراً مما سبق نرى فئة من أحزاب اللقاء المشترك قد تولت مهمة جمع التبرعات التي اعتدنا جميعاً عليها في كل جمعة وفي كل مناسبة دينية تحل علينا والتي أصبحت قضية قومية بالنسبة لأحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين أو ما يسمى في بلدنا بحزب الإصلاح حتى أصبحنا لا نُصدق المسميات التي يأتون بها في كل مرة يتم فيها جمع هذه التبرعات وأصبحنا أيضاً نشك في تحول هذه الأموال من أموال فعل خير إلى أموال تُغذي بؤر الصراع والتطرف والإرهاب في الوطن وبصراحة فإن مثل هذا الأمر قد أصبح قضية خطيرةً جداً يجب العمل على إيجاد حلول لها وذلك لما قد ينتج عنها من أضرار كبيرة لا قدر الله تُضر بالوطن ومصالحه ، وقد كانت وسائل الإعلام نشرت خبراً قبل أشهر بوجود مشروع قانون في مجلس النواب بخصوص جمع التبرعات ولكن لا ندري هل ضاع مشروع هذا القانون في أدراج البرلمان ولم ير النور ؟ أم ما هو السبب وراء توقف الحديث عنه ؟ ، والذي أقلقنا أكثر وبصراحةٍ هو ما تم الكشف عنه مؤخراً على لسان أحد أعضاء مجلس النواب حيث أكد تأكيداً قاطعاً بوجود قيادات في المشترك تقوم بجمع التبرعات لدعم المتمردين مادياً وإعلامياً في صعدة ، لذلك لا بُدَّ من اليقظة التامة وسرعة إصدار قانون يضبط مسألة جمع التبرعات ولكي لا يُصبح فعل الخير قضية تهدد أمن واستقرار الوطن .