مشاكل المجتمعات من حولنا تخضع باستمرار للدراسة ولا تغيب عن طاولات البحث، والسبب هو إدراكهم بأن عدم دراسة المشاكل بهدف البحث عن حلول يؤدي إلى تفاقمها فتصبح كرة الثلج المتضخمة، كرة أخطر من النار مستعصية على الإطفاء.. } في الأردن الذي حقق انتصارات كبيرة في مكافحة الأمية وقطع شوطاً طيباً في مضمار التطور العلمي حذرت دراسة مشتركة بين منظمة الأممالمتحدة والمجلس الوطني لشئون الأسرة ووزارة التربية والتعليم هناك من كون نصف الأطفال الأردنيين يتعرضون لإساءات بدنية من أولياء الأمور والمعلمين وإداريي المدرسة، وأن أكثر من ثلثي الأطفال يتعرضون للإساءة اللفظية حتى إن 51% يتغيبون عن المدرسة ليوم واحد على الأقل في العام مدفوعين بالرعاب من ضرب المعلم أو تهديده أو وصفهم بألقاب يكرهونها. } هذه الدراسة التي دقت ناقوس الخطر في بلد عربي تثير السؤال حول حجم ظاهرة الضرب والتعنيف لتلاميذ المدارس في اليمن ومستوى العنف تجاه الصغار في مجتمعنا اليمني الذي يتمترس حول رتل من الحكم والأمثال التي تحرض على الضرب كوسيلة تربية وتأديب مثل «الصميل خرج من الجنة» أو أن «الأدب حلية» ويقصد بها هنا الضرب فضلاً عن القول «اضرب البنت بالجزفي وما بقي منها يكفي» والجزفي هنا هو كتلة الخشب التي يقوم الجزار بتقطيع اللحم عليها. } من المهم أن نعرف نحن أيضاً حجم الظاهرة في بلد مثقل بالأمية والقناعات التربوية الفاسدة التي تترك ندوباً يصعب علاج أخطارها.