من اختصاص التوجيه المعنوي للقوات المسلحة أن يكتب الضباط والجنود ذكرياتهم في الدفاع عن الثورة والجمهورية، وسوف يجد القارئ اليمني أولاً والقارئ العربي ثانياً والقارئ في أي مكان ثالثاً أن هذا الجندي أو الضابط استطاع أن يحقق انتصارات رائعة في الجبهة بالرغم من إمكاناته المتواضعة البسيطة. كانت صنعاء تحت مرمى نيران الملكيين، وكان الأعداء يراهنون على سقوطها بين ساعة وأخرى، غير أن الإنسان اليمني ما بخل على ثورته بنفسه، بل استطاع بإيمان المؤمن الواثق أن يدمر الحصار. كان كل الشعب اليمني مع الثورة دون فرق عنصري أو طائفي أو سلالي أو مذهبي، والتف كل الشرفاء جنوداً ومشائخ وشعراء وأدباء وعمالاً وفلاحين وتجاراً حول اليمن الجمهوري الجديد. جاء اليمني من أقاصي حضرموت والضالع وردفان ولحج وأبين ليدافع عن النظام الجمهوري، وكانت مدينة تعز محط رحال هؤلاء الأبطال الذين جاؤوا من جنوب الوطن الحبيب، فأبلوا بلاءً حسناً، ولم ينسَ المواطن الشمالي ذلك بعد سنة فقط واجه في الدفاع عن استقلال وطنه في الجنوب فانطلق يقاتل ببسالة فذة ضد المستعمر البريطاني، وسقط الألوف من أبناء الشمال في أتون المظاهرات في عدن حين خرج المستعمر على ديمقراطيته الزائفة فكان يطلق النار على المتظاهرين، وشهدت قمم ردفان الأبية امتزاج الدم اليمني الواحد على صعيد واحد. نحن بحاجة إلى رصد المواقف البطولية، حين كان الجندي اليمني الذي لا يملك إلا روحه يسجل انتصارات باهرة في الدفاع عن ثورتيه الرائدتين في الشمال والجنوب. نحن الآن أشد قوة بعون الله، بسلاحنا وثقتنا بنصر الله وتأييده وحوله وطوله سوف ندحر المتآمرين.. إن كتابة مذكرات أبطالنا سوف يحفزنا جميعاً لاستمرار روح الفداء والتضحية من أجل وطننا الغالي والذي هو أعلى وأغلى من وجودنا.