بقدر مايُخلّدُ في ذاكرتنا يوم ال 30من نوفمبر عاماً إثر عام لما يجسده من معان عميقة في مضمونها بليغة في دلالاتها، فإنه يحمل لنا في كل إطلالاته دروساً وعبراً تلازم مسيرة نضالات شعبنا اليمني، وتستأنس بضوء فنارها قيادتنا السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية حفظه الله . فأول مايعني لنا هذا اليوم المخلد فينا، نهاية حقبة من الاستعمار البريطاني البغيض، تجرع شعبنا مرارتها طوال 821 عاماً، منذ احتلاله عدن في يناير عام 1839وإطلالة شمس الحرية والاستقلال التي صنعت أشعتها كل القوى الوطنية في عموم الوطن والتي ناضلت في أكثر من جبهة حتى تحقق هذا الاستقلال. وثاني مايعني لنا، أنه يستحيل مع التشرذم وتمزيق الوطن إلى دويلات وسلطنات ومشيخات كما خطط له في الجنوب سابقاً من قبل الإدارة الاستعمارية وعملائها أن تحقق وحدتنا اليمنية، وعن جانب آخر يعني لنا أنه يستحيل الحفاظ على النسيج الاجتماعي لوحدتنا اليمنية التي تحققت في ال 22 من مايو 1990، إذا ماتساهلنا مع القوى الظلامية التي تصعد حالياً مخططاتها ملوحة بالانفصال تارة، والفيدرالية تارة أخرى، وبما يسمى ب«القضية الجنوبية» تحت شعار الحكم الذاتي والأقاليم. والمعنى الثالث الذي يحمله إلينا في كل عام يتجسد في التوقيع على اتفاقية الوحدة الباسلة في «عدن» يوم ال30 من نوفمبر عام 1989، وهو يوم الحسم في مواجهة مرامي وأهداف تلك القوى الظلامية التي تكشفت أوراقها في فندق«جولدمور» بعدن، فسجل ذلك اليوم الخالد علامة استفهام كبيرة على موقفها المعادي للوحدة اليمنية. وهاهي منذ ذلك اليوم تحيك حبائل مؤامراتها رافعة الشعارات الشطرية، دائبة على افتعال الأزمات والاحتقانات وتأجيج النعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية لعل وعسى أن تلوح لها في الأفق بارقة أمل لإعادة تمزيق الوطن وشرذمة أبنائه.. ولكن هيهات. إن هذه المعاني الثلاثة، من ضمن معان كثيرة، تشكل جوهر مايحمله لنا ال 30 من نوفمبر المجيد من دروس وعظات وعبر في كل إطلالة يحتفي بها شعبنا اليمني العظيم وقيادتنا السياسية الرائدة. خالص التهاني والتبريكات لباني نهضة اليمن، وصانع مجده العظيم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم.. وكل عام والوطن في ازدهار وتقدم.