تجار الملابس والأحذية والأقمشة يستعدون بكمائنهم قبل حلول رمضان وقرب العيدين «رمضان والأضحى» للمتسوقين الذين بدورهم يحاول التذاكي ابتداءً من شهر رجب وحتى بعد العيدين المباركين، وهذا يدل على أن الطرفين يعرفان نفسيات بعضهما البعض، إلا أن الغلبة للفئة الأولى التجار ولا غيرهم!!. فهم وكما يؤكد صاحب أو أصحاب تجربة يخبئون البضائع الجديدة المطلوبة بكثرة في المواسم الدينية وفي الشتاء والصيف، فإذا أراد المشتري شراء ملابس صوفية في الصيف أنكر البائع وجودها في الوقت الحاضر بينما هي مكدسة في المخازن أو خلف الفترينات والأرفف، ولكنهم يتظاهرون بالتعاطف والتعاون كأن يقولون إنه من حسن حظ الزبون «توجد حبة واحدة» لكنها غالية جداً، أو أن يقولوا البضاعة الجديدة ستصلنا بعد شهر أو شهرين ومن الأنواع الراقية، وعندما يعود المشتري يجدها لكنها حسب قول البائع غالية؛ فإن استطعت أهلاً وسهلاً وإن لم فابحث عن الأرخص عند غيرنا!!. وأصحاب الكباش والتيوس والعجول والأثوار أيضاً يعلقون آمالاً عريضة على مناسبة العيدين، وبصورة أكثر في عيد الأضحى فيدفعون بها إلى المدن أو يأتي إليهم المشترون إلى قراهم على أمل الحصول عليها بأسعار رخيصة، والكل للكل بالمرصاد. أحدهم ندب حظه أمامي قبل أيام لأنه لم يشتر كبشاً في أواخر القعدة بعشرين ألف، وتمنى لو يجد مثله في السادس من شهر ذي الحجة بنفس الحجم وبنفس السعر، واضطر إلى شرائه بخمسة وعشرين ألف ريال، ويا بخت من يشتري اليوم قبل العيد. وكثيرون يراهنون على أن الأسعار ستنخفض في يوم الوقفة بسبب تمسك بعض المربّين لها بالأسعار الأيام السابقة التي لم تكن في مقدور الكثيرين شرائها، والله أعلم من تنزل عليه ليلة القدر ليجد ما يريد بفارق بسيط بظنه مكسباً أو ثمرة لصبره وتوقعاته. إذاً المسألة كر وفر وكمائن ينجح معظمها لصالح البائع وإن كان مربو المواشي يتعبون في رعيها وتربيتها والإكثار منها طيلة أيام السنة ليحصدوا ما زرعوا، ولا يجوز اتهامهم بالاستغلال والمراباة، فسلعتهم لا تخفي نفسها في زرائب بعيدة عن الأنظار، ولا شك أن أصحابها لا يرفضون من يجيء إليهم لشرائها بالسعر الذي يوافقهم عن التعب في سوقها إلى المدن وبأعداد كبيرة يعودون ببعضها إلى الأحواش بدلاً من بيعها بالأسعار المقبولة لهم وللآخرين وهم يعضون أصابع الندم على المكابرة التي حرمتهم من الفرصة السنوية، وهم بدورهم يردون على المشترين أنهم يخسرون الكثير، وهم مثل غيرهم يرجون الدخل الذي من شأنه تأمين الاحتياجات الضرورية للسنة كاملة أو لبعضها بما في ذلك العلاجات وتكاليف الدراسة والملابس وحق الشريعة والمتطلبات التي لم تكن بالحسبان مما نسمع عنه في المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة. وهذه كلها كمائن ومكائد لا تحلو الحياة لبعض الناس إلا بها.