ورد في الموروث الشعبي اليمني تعبير مأثور يقول «قتل أبي وناريته ،وحلف لي وصدقته» قد يصلح كثيراً لوصف العقلية التي تحملها بعض القوى السياسية في اليمن،والتي تجتر من خلالها شعارات ومسميات تجعل منها شماعة لفعلها الأثيم. فأحزاب اللقاء المشترك اخترعت مسمى «الحراك» و«النضال السلمي» واشهرت سيوفها لتستميت في الدفاع عن كل من ينطق بلفظ «النضال السلمي» كما لو أنه نطق بالشهادتين..!! ولم يعد ينقصها سوى أن تدور في شوارع اليمن بمكبرات الصوت هاتفة :«من دخل حراك المشترك فهو آمن»! حرقّت أسواق كاملة ، ونهبت أخرى ، وسقط مئات اليمنيين مضرجين بدمائهم على أيدي همج الحراك وما انفك المشترك يسمي ذلك «نضال سلمي» ثم احرقت مؤسسات الدولة والمدارس والمراكز الصحية ،وهوجمت اللجان الانتخابية بالرصاص والقنابل اليدوية والبوازيك ،وظل المشترك يقسم بأغلظ الأيمان أن ذلك كله «نضال سلمي» ثم قطعوا الطرقات ونهبوا السيارات من مواطنين لاعلاقة لهم بحزب أو سياسة وفلقت رؤوس نساء بالحجارة ، وهشموا سيارات المسافرين بالهراوات ،واحرقوا سيارات أمن وجيش.. بينما المشترك يقول هاتوا المصحف احلف عليه أنه «نضال سلمي» وكل هذا «ممارسة ديمقراطية».. وتوقعنا مؤخراً أن يغير المشترك من وجهة نظره ، بعد أن أقام «الحراك» محاكمة ليلية لأب وابنائه في «حبيل جبر» ثم اعدمهم رمياً بالرصاص بتهمة الانتماء إلى محافظة أخرى ،وأعدم صاحب بقالة في «زنجبار» وعامل مطعم في الضالع ،وأكثر من مائتي رجل أمن يحملون جميعهم الجنسية اليمنية اباً عن جد لكن كل ذلك لم يجد نفعاً مع المشترك الذي يصر أنه «نضال سلمي».. وخلال اليومين الماضيين تحول القتل والنهب على الهوية ،فقام همج الحراك بإنزال جندي اعزل كان في طريقه لحضور عرس أخيه ، وخنقه وسحله ، وطعنه عشر طعنات ، ثم اطلاق عشرين رصاصة عليه بتهمة مناطقية أخرى ، اعقبها بنصف ساعة قتل مواطن ثانٍ أمام زوجته كانوا عائدين من عدن ،ونهب سيارتهم ،ثم قتل شخص ثالث ، ونهب سيارته أيضاً.. ثم نهب سيارة رابعة ومبلغ مليوني ريال وعشرات الحوادث المماثلة.. ولكن كل هذا لايعد شيئاً لدى المشترك ،فهو هذه المرة مستعد لأخذنا إلى مكةالمكرمة والقسم عند بيت الله الحرام بأن ذلك كله «نضال سلمي» .. كذلك خرج رئيسه «حسن زيد» مطالباً بأعلى صوته بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية «الحراك الجنوبي السلمي» ،وكأن دماء الأبرياءالتي اريقت لاقيمة لها مقابل اطلاق سراح أحد «سكارى الحراك» - على حد تسمية أحد الكتاب الخليجيين - المتهم بجرائم قتل بشعة. المفارقة الأكثر اثارة للسخرية هي أن جماعة «الحراك» يخرجون إلى الشوارع هاتفين للانفصال ،ورافعين أعلاماً تشطيرية والمشترك في صنعاء يقسم بأغلظ الأيمان أن هذه الظاهرة وحدوية.. ثم خرج الفضلي والشنفرة والخبجي وباعوم والنوبة وكلهم اعلنوها ببيانات خطية بأنهم يريدون تشطير اليمن ،لكن هذا لم يقنع المشترك وعاد ليقول: « ماعليكم نحن نعرف هؤلاء رموز وحدوية» ثم خرج علي سالم البيض عبر الفضائيات يعلن أنهم انفصاليون وعملاء للخارج ،والمشترك وحدة يقول إن هذا «نضال وحدوي سلمي» أليست مفارقة أن اصحاب الشأن يقولون نحن انفصاليون والمشترك يرد: اقسم بربي انكم وحدويون ،وكل جرائمكم «نضال سلمي».. ياترى من سيقنع المشترك أن السلام عكس القتل والبلطجة والاعتداءات الدموية..!؟ من سيقنع المشترك وأجره على الله بأن الديمقراطية لاتمارس بإطلاق قذائف البوازيك على المراكز الانتخابية وقتل المواطنين على الهوية..؟!