لم تشأ ميليشيا«الحراك» أن يمر عيد الأضحى المبارك مروراً عابراً، بل خدشت فضيلة هذه المناسبة الدينية بجريمة بشعة أدت إلى مقتل مواطنين أبرياء كل ذنبهم أنهم قرروا العودة إلى أرض الوطن لتمضية عطلة عيد الأضحى المبارك بين أهلهم وذويهم فلقوا مصيرهم بهذه الطريقة الهمجية.وهذه الجريمة البشعة ليست الأولى فقد تعددت خلال الفترة الماضية في بعض مناطق الضالع وردفان وأبين، حيث إن ثقافة الكراهية التي تبثها الآلة الإعلامية لقوى التشطير قد نجحت في شحن البغضاء والكراهية مما أدى بالبعض إلى ارتكاب جرائم التقطع والنهب وإحراق الممتلكات الخاصة والعامة، فضلاً عن عمليات القتل والنهب والسلب! ومع إدانة المجتمع لمثل هذه الجرائم المستهجنة على شعبنا وقيمه وأخلاقه بما في ذلك أبناء الضالع وأبين وردفان والحبيلين، إلا أن ثمة واجباً ينبغي أن تضطلع به قوات الأمن في العمل السريع على معاقبة كل من يحاول المساس بأمن الوطن والمواطن وتطبيق القانون ليكون هؤلا عبرة لغيرهم. * * * من الغرابة أن تمر مثل هذه الجرائم البشعة وسط صمت غريب للنخب السياسية، وبالذات في أحزاب «المشترك» وكأن مايحدث في هذه المناطق أمر طبيعي ولايدعو إلى الاستنكار والإدانة، حيث يبدو هذا الصمت وكأن مايحدث في هذه المناطق ليس في اليمن أساساً، خاصة وأن هذه الأحزاب لاتؤمن بالعنف طريقاً للخصومة.. لكن واقع مانشاهده ونلمسه من صمت يؤكد مايخفيه ساسة هذه الأحزاب ولؤمهم تجاه «الخصومة» مع الحاكم حتى وإن كانت هذه الخصومة تقود إلى قلب الطاولة على رؤوس الجميع! وبخاصة اولئك الذين اعتادوا على اساليب لحس الرقاب. * * * الذين يقطعون الطريق يستمدون جريمتهم من منشورات قادة هذه الأحزاب وخطبهم المناطقية. والذين تمتد أيديهم إلى رقاب إخوتهم المواطنين إنما يعيشون حالة «هيستريا» الخطاب الانفصالي! والذين ينهبون ممتلكات الناس ويحرقون المحال والمكاتب الحكومية يفعلون ذلك جراء هذا الشحن الطائفي المناطقي الذي يجيده الانفصاليون بدرجة امتياز! فمتى يكف هؤلاء عن غيهم، ومتى يتوقفون عن جر الناس إلى فتنة لاتبقي ولاتذر؟ ألا يكفيهم ماآلت إليه أحوال البلاد والعباد وهم يحكمون بالحديد والنار؟ ألا يكفيهم حمامات الدم والقتل بالهوية واستباحة أعراض الناس وسحل العلماء وتشريد المواطنين وتأميم الممتلكات؟ لماذا لايتركون الشعب يتنسم خيرات الوحدة التي يعيشها، ويتركون له الفرصة لتعزيز مكتسباته؟ هل حَنّ هؤلاء إلى دورات الدم والقتل بالهوية وإشعال الحرائق في ربوع الوطن حتى تهدأ حالة «الشيزوفرينيا» التي يعيشونها منذ انتصار اليمنيين في ترسيخ وحدتهم ضد مشروع إعادة الدولة الشطرية؟! يخطئ الذين يعتقدون أن اليمن الواحد قابل للقسمة، ويخطئ أكثر من يتوهم أنه قادر على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء مهما تفنن في ادعاء الوصاية واستجرار مواقف النضال«!» مهما حاول القتلة والمجرمون أن يثيروا الزوابع وازهاق الأرواح البريئة على الطرقات فإنهم يخسرون لأن ذلك هو الطريق إلى خاتمتهم، وليس بداية لإقامة مشروعهم الانفصالي، والأيام بيننا!!