حديث المناخ والاحتباس الحراري وخفض انبعاثات الغازات السامة والمدمرة وخصوصاً ثاني أكسيد الكربون يهيمن على العالم ويكتسح أمامه الإعلام والسياسة والاقتصاد والأزمة المالية. .. ولا يكاد يصمد أمام حديث المناخ إلا حديث الفقر الذي يكتسح هو الآخر الملايين من البشر، ويطوقهم بالجوع والأمراض المزمنة والأوبئة القاتلة. .. البلاد العربية من أكثر بلدان العالم تأثراً بالقاتلين الأكبرين التلوث والفقر ولايزال الوضع الخطير يتدهور باستمرار، مخلفاً الكثير من الأضرار والضحايا. .. وبرغم ذلك لاتزال البلدان العربية بعيدة جداً عن النقاش العالمي الدائر والمحتدم حول التلوث البيئي والتغير المناخي، وكذلك الأمر أيضاً بالنسبة للفقر وتزايد أعداد الفقراء وضحايا نقص التغذية وسوئها والأمراض القاتلة وتدهور الخدمات الأساسية المقدمة للسكان. .. في البلاد العربية هناك نقاش واحد وعقيم ومقيم في هذه الأرجاء منذ عقود، إنه نقاش السياسة لا غير، والسياسة العقيمة العديمة القديمة.. الهزيمة! .. يعيش الإنسان في هذه البلاد خارج زمانه ومعزولاً عن عالمه، برغم الحدود المفتوحة والآفاق التكنولوجية والتقنية التي اختصرت المسافات وحولت العالم إلى غرفة دردشة«..» .. الحكومات والمؤسسات الرسمية العربية فشلت فشلاً ذريعاً في مهمة انتشال البلدان والإنسان من قاع التخلف والأمية والجهل والمرض والفقر، ونجحت في تكريس الضياع والتيه الحضاري الذي تعاني منه الملايين من المواطنين العرب، كحالة جماعية توحد عرب المشرق والمغرب على حد سواء! .. وجودنا العالمي مقتصر فقط على نقاش الأزمة المالية، والإرهاب، والنفط، والمساعدات، والقرصنة، وانتهاك حقوق الإنسان، والعنف ضد المرأة، وعمالة الأطفال.. إضافة إلى انفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض والأوبئة!! .. حضور مريض وإشكالي بالمرة، ووجود في الهامش تماماً، ومع ذلك لا يخلو بلد عربي من فساد وتدهور وتبديد وتبذير.. وتعاون مشترك«!!» شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]