التجنيس في العمل الأدبي موضوع ملأ الدنيا وشغل النقاد منذ فترة طويلة، ولقد تبارى المتبارون حول المفهوم ومنطلقاته وتحديدياته المعيارية ، فاختلطت المفاهيم بالتداعيات، والحقيقة بالخيال حتى وصل الأمر إلى البحث عن ثنائية الآداب النسوية والرجولية مما اتسع له حول شامل في ليبيا، حيث باشرت أمانة اللجنة الثقافية بتنظيم ملتقي فكري حول السرديات النسائية ، وكان مما قلته إن الأدب واحد، والخصوصيات في الأدب ثنائية وتعددية في آن واحد، وأنطلق من هذا التوصيف لاعتقادي الجازم بأن العوالم الداخلية للأنا المبدعة خاصة جداً، وهذا ما يفسر تعددية الأدب كما أن عوالم المرأة خاصة أيضاً لكونها تمثل جسور الوجدان بين العقل والعاطفة عند الإنسان، ولهذا السبب يمكننا ملاحظة جملة من الخصوصيات التي تميز السرديات النسوية العربية في مستويين: المستوى الذاتي المتعلق بتكاملية الأنثى ورسالتها الحاضنة وعلاقتها الأفقية مع الوجود، والمستوى الثاني يتعلق بموروث الثقافة العربية الأبوية التي انعكست سلباً على المسافة الطبيعية بين الوعي الاجتماعي والوجود الاجتماعي، وكانت المرأة ومازالت ترميزاً مكثفاً لهذه الفداحة، الأمر الذي ينعكس على الأبعاد الدلالية في النصوص السردية النسوية مما لا يقلل من هذه النصوص لسبب بسيط أنها تكاشف هذه الحقائق، وتمتطي صهوة الفعل الإيجابي كما لاحظنا خلال سنوات العطاء الثر في السرديات النسوية العربية. وفيما يتعلق بالمؤتمر الروائي النسوي في ليبيا فلقد جاء بمثابة إشارة وامضة في الزمن الثقافي العربي وجمع كوكبة من الروائيات والنقاد العرب، وكان بالنسبة إلي ترحالاً إلى فضاء يتسع للتفاعلية والتوثب كما كانت مناسبة للاطلاع على فنون الموسيقا والتشكيل وملاحظة ذلك البعد العربي المغاربي الذي تباعدنا عنه، أو تباعد عنا دونما سبب.