لولا مشاعل الحرية ورموز الإنسانية في العالم لكانت اسرائيل قد أبادت الفلسطينيين في غزة والضفة نهائياً، ويخص بالذكر أولئك غير الناطقين بالضاد، الذين يواصلون معركتهم المقدسة في فضح جرائم اسرائيل وانتقاد بعض الأنظمة التي قيدت نفسها لخوفها من العقاب الصهيوانجلوامريكي الذي إن هدّد فعل.. ولكنه لايخفض الأصوات في البلدان الأخرى لدرجة أن بعض الزعماء في المنطقة يحتاجون لعمليات جراحية تعيد الحياة لحبالهم الصوتية التي كانت قد أبلغت اسرائيل وحلفاءها بأنهم لن يسمحوا بتجويع أبناء غزة عقب وأثناء الحرب الطاحنة التي مضى عليها عام حتى الآن.. وفي هذه المناسبة نتذكر أن المصريين بالتحديد لو فُتح لهم باب التطوع لذهبوا للقتال والانتصار لغزة وكانت الدموع تنهمر من عيون الرجال والنساء والأطفال وهم يشاهدون جثث الشهداء وإصابات الجرحى وكثير منهم أطفال وأنقاض المباني والحرائق وسُحُب القنابل الفسفورية تغطي معظم القطاع ويحاولون استعطاف من بيدهم الأمر بالسماح لهم لأداء الواجب في نصرة الإخوة المظلومين.. وقد ظهر غيرهم، أي غير العرب في أماكن أخرى من العالم يجوبون الشوارع ويرفعون اللافتات ويرددون الهتافات لوقف العدوان وإدانة المعتدين الصهاينة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، ومطالبين العرب بالوقوف صفاً واحداً إلى جانب أولئك الذين صمدوا بوجه أعتى حرب بكل الأسلحة المحرمة المتطورة لأكثر من عشرين يوماً لم تتوقف فيها الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ نهاراً أو ليلاً تدك كل شيء وتمنع الإسعافات والإنقاذ من أداء الواجب الانساني الذي يجسد بكل معانيه في الدعم المعنوي والمادي إلى اليوم.. فهذه قافلة «شريان الحياة» بقيادة النائب البريطاني جورج جالوس تصل إلى أقرب مسافة من غزة تنتظر الإذن لها بالدخول، وصرح هذا النائب النبيل أنهم لن يعودوا إلى بلدانهم إلا بعد إيصال ماتحمله الشاحنات التي يقدر عددها بثلاثمائة شاحنة بعد انضمام شاحنات أخرى من سوريا والأردن محملة بمواد غذائية وطبية وفرش وملابس.. النائب جورج جالوس لمن لايعرفون تعرّض لحملات عدائية من قبل اللوبي الصهيوني في بريطانيا وخاصة في مجلسي العموم واللوردات منذ اللحظة الأولى التي دافع عن العراق وفلسطين واتُّهم بأخذ أموال من صدام حسين ولكنه انتصر لأنه أطهر من أولئك الذين تلوثت قلوبهم وأيديهم بالحقد والتعصب الأعمى العنصري معتمدين على الصهاينة في إنقاذهم من الورطات المتكررة في حماية اسرائيل لما يزيد على قرن من الزمان..