مجموعة كبيرة من المنظمات الدولية غير الحكومية وبمشاركة عدد من المسؤولين السابقين في دول كانت أول من دعم الوجود اليهودي في فلسطين كجماعات متفرقة وعندما أصبحت الهجرة تتم تحت العلم البريطاني أثناء الاحتلال وفي فترة الانتداب الذي أسبلته على نفسها بهدف تسهيل وصول المزيد من اليهود حتى يتفوق عددهم في بعض المدن والقرى الفلسطينية على الفلسطينيين ليوم الاستيلاء الكامل عليها بعد قتل وتشريد السكان منها.. هذه المجموعة وأغلبها من الحقوقيين أصدرت قبل أيام قليلة بياناً أدانت فيه الحرب على غزة والسكوت التام الذي سبقته وعود بمد يد العون لأبناء القطاع بالأغذية والأدوية أولاً لإنقاد المصابين والجوعى من الموت كمرحلة أولى تتبعها عملية إرسال وإدخال مواد البناء لإعادة الإعمار بواسطة الحكومة هنا أو عن طريق أصحاب المنازل التي دُمرت تماماً أو بصورة شبه كاملة، ووصفت موقف الدول المانحة بالغدر والنفاق متأثرة بالأوضاع المأساوية التي يئن تحت وطأتها ما لا يقل عن المليون ونصف المليون فلسطيني. فيما تحاول قافلة أخرى من الإمدادات الغذائية والأجهزة والمعدات والأدوية ومواد البناء تتكون من مائة وعشرين شاحنة قطعت مسافة طويلة امتدت من لندن ومروراً بأسطنبول التركية وسوريا متجهة نحو غزة على أمل أن تجد الأبواب مفتوحة أمامها كي تصل هذه المساعدات إلى المستحقين في فترة أو فصل من السنة شديد البرودة هم في أمسّ الحاجة إليها وينتظرها أبناء غزة بشوق كبير. عبارات منتقاة من قواميس لغة أو لغات البشر المفعمين بمعاني الإنسانية أراد أولئك الشجعان أن تصل إلى أسماع من لهم قلوب ترحم وعيون تدمع وآذان تسمع لآخر الصيحات المستنجدة من وراء الجدران الفاصلة من الشمال والجنوب بالمجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة وفروعها ومن الأشقاء العرب والإخوان المسلمين أينما كانوا لإنقاذهم قبل الرمق الأخير، ومع الأسف لم يلتفت إليهم إلا أولئك الذين لا تربطهم بهم لغة أو تاريخ قديم أو حديث، فكانوا خير من لبّى النداء. فأي برلماني عربي فعل ولو لمرة واحدة ما فعله البرلماني البريطاني «جورج جالوس» أكثر من مرة بكلامه القوي في المحافل الدولية وفي مجلس العموم البريطاني وعبر الصحف وقنوات التلفزيون يدافع بقوة عن حق الفلسطينيين في الحرية والحياة الكريمة ويصرخ في وجه الذين حاولوا إسكاته وتخويفه فانتصر عليهم، وقد انظم إلى هذا النائب البريطاني عدد كبير من البرلمانيين والحقوقيين والمهتمين بالقضايا الإنسانية ومنهم أولئك الذين اتهموا العالم كله بخذلان أبناء غزة وهي عبارة تسطر بماء الذهب.