رصد محرر "شبوة برس" تغريدة للكاتبة والباحثة المصرية "شيرين هلال" على منصة "إكس" تناولت التطورات الأخيرة في القرن الأفريقي واعتبرت أن "مصر نجحت في خنق إثيوبيا دبلوماسياً" عبر مشروع مينائي واستثماري في جيبوتي يضعف طموحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في الحصول على منفذ بحري مستقل. وقالت "شيرين هلال" إن المعارضة الإثيوبية نفسها باتت تشدّد على فشل سياسات آبي أحمد، مستشهدة بتغريدة للمعارض "جوهر محمد" الذي وصف ما يجري بأنه "غباء آبي أحمد الذي جلب الفشل الدبلوماسي لإثيوبيا"، وأضاف أن "مصر تبني الآن ميناءً جديداً ومراكز لوجستية في جيبوتي، بوابتنا الرئيسية".
وأوضحت هلال أن تقرير موقع "Capital Ethiopia" أكّد الخبر ورافقته لقطة شاشة نقلت تفاصيل الاتفاق المصري-الجيبوتي، مشيرة إلى أن الزيارة التحضيرية لوفد مصري في 3 نوفمبر الحالي برئاسة رئيس هيئة الموانئ ورئيس مناطق جيبوتي الحرة تمهيداً لزيارة مرتقبة لنائب رئيس الوزراء "الفريق كامل الوزير".
ونقلت هلال عن مصادر أن الاتفاق المصري-الجيبوتي يتضمن بناء محطة حاويات بطول رصيف 1450 متراً وعمق 18 متراً وبسعة خمسة ملايين حاوية سنوياً، إضافة إلى إنشاء منطقة لوجستية بمساحة عشرة هكتارات لتعزيز الصادرات، وبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 20 ميغاواط لتحويل ميناء SGTD إلى ميناء أخضر، مع توقيع الاتفاق خلال زيارة "كامل الوزير".
وأكدت الكاتبة أن هذا المشروع يُقرأ كحصيلة جهد دبلوماسي مصري بدأ منذ عام 2019 وتكثّف عبر زيارات رسمية واتفاقيات اقتصادية، من بينها زيارة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لجيبوتي في أبريل الماضي، وتتابع لقاءات وزير الخارجية السابق "سامح شكري" مع المسؤولين الجيبوتيين وصولاً إلى إنضاج المشروع التنفيذي.
وترى هلال أن السياسة المصرية هنا تضعف الوضع التجاري والإستراتيجي لإثيوبيا في القرن الأفريقي، وتفكك شبكة طموحاتها للحصول على منفذ بحري عبر دول الجوار، ما يفرض عزلة دبلوماسية وتجارية على أديس أبابا ويمنح القاهرة نفوذاً متزايداً في الممرات البحرية الإقليمية.
وختمت "شيرين هلال" تغريدتها بالقول إن "الحرب ليست دائماً بالسلاح، بل أحيانا تُقتل مصالح الخصم بخنقها وتطويق نفوذه"، وأن ما يجري في جيبوتي هو ثمرة عمل استراتيجي طويل الأمد لنخبة دبلوماسية ومؤسسات مصرية عملت لسنوات لترسيخ حضور القاهرة في إفريقيا.