شكلت العمليات الأمنية الاستباقية والنوعية التي قامت بها السلطات الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة في أبين وشبوة وأرحب وصنعاء ضربة موجعة لهذا التنظيم الإرهابي الذي يسير قادته وأفراده وأنصاره على غير هدى..حيث عكست هذه العمليات البطولية اليقظة والجاهزية العالية التي تتمتع بها أجهزتنا الأمنية وترجمتها الحرفية للتوجيهات الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتي حث من خلالها الأجهزة الأمنية الحرص على منع الجريمة قبل وقوعها، وذلك للحيلولة دون تكبد البلاد المزيد من الخسائر والاضرار الناجمة عن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة. ولا أعتقد أن من حق أي جهة كانت معارضة قيام السلطات الأمنية بالمهام المنوطة بها في حفظ الأمن والاستقرار والتصدي للمخططات الإجرامية للقوى المأزومة والعناصر المريضة في تنظيم القاعدة والتي كانت تعد العدة للقيام بهجمات وأعمال إرهابية ضد المصالح الأجنبية والسياح والمؤسسات الحكومية والمسئولين وغيرها من الأهداف التي كشفتها التحقيقات التي أجريت مع المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال العمليات النوعية للأجهزة الأمنية، كما أستغرب أن تستغل بعض القوى الحاقدة على الوطن وأمنه واستقراره هذه العمليات الاستغلال السيئ من خلال إدعاء استهداف المدنيين وغير ذلك من الدعاوى الباطلة التي تندرج ضمن سياق المناكفات الحزبية والسياسية والتي كان الأحرى بهذه القوى إبعادها عن الأحداث الأخيرة لكونها استهدفت في المقام الأول عناصر تنظيم القاعدة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ووصل بها الحد إلى النيل من سيادة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وذلك بالإنخراط في صفوف المواطنين في أبين وشبوة والاحتماء بهم والتحالف مع العناصر العملية الخارجة على النظام والقانون والاجماع الوطني والإرادة اليمنية القوية التي تحمي الوحدة وتذود عن حمى الوطن وتدافع عن وحدته المباركة، حيث رفعوا أعلام التشطير وبدأوا يعدون العدة للانقلاب على الإنجاز الأبرز والأغلى في تاريخ اليمن وهي الوحدة اليمنية التي تحققت لتبقى إلى أبد الآبدين بمشيئة الله وحفظه صبيحة الثلاثاء 22مايو 0991م، وقاموا بأعمال تقطع ونهب وتخريب لم يعد من المنطقي السكوت عليها وكان لزاماً على الدولة بأجهزتها الأمنية المختلفة التصدي لهم وتوقيفهم عند حدهم وفرض هيبة الدولة وسيادة النظام والقانون، وهي مهمة كافة القوى السياسية والهيئات والأفراد باعتبار ذلك واجباً وطنياً ودينياً والمسئولية هنا مسئولية تكاملية مشتركة لأن الوطن ملكنا جميعاً، وفي هذا السياق فإنه لافرق بين عناصر القاعدة وعناصر الهدم والتخريب والانفصال المتحالفة معها، فالطرفان ينشدان الإضرار باليمن والنيل من وحدته وأمنه واستقراره فهما في خندق واحد في مواجهة الوطن ومن البديهي أن يتصدى الوطن بأسره لهم ولأعمالهم الإجرامية ومخططاتهم الشريرة والتي لم تعد بخافية على أحد فالعالم أجمع أدرك مخاطر هذا التنظيم الذي يجعل من الإسلام شماعة لتبرير جرائمه الوحشية وعملياته الإرهابية التي تخالف كل الأديان السماوية، فالإسلام بريء من هؤلاء ومن على شاكلتهم، فالإسلام حرّم قتل النفس بغير حق، وحث على الوسطية والإعتدال والتسامح وحسن الخلق، ودعا إلى حب الأوطان والحث على الوحدة ولم الشمل وجمع الصفوف وحقن الدماء، الإسلام رسالته رسالة سلام ومحبة وطهر ونقاء لاغلو فيها ولاتطرف ولاتشدد ولا إرهاب، فأين عناصر هذه الجرثومة الخبيثة وعناصر الإجرام والهدم والتخريب من هذه القيم والمبادئ؟!! بالتأكيد هم بعيدون كل البعد عنها والإسلام بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولابد من الإشارة هنا إلى أن التستر على هذه العناصر ومنحهم الحماية والاستضافة من قبل البعض يعتبر جريمة وخيانة وطنية تجعل من هؤلاء شركاء لهذه العناصر الإرهابية والإجرامية في كل أعمالهم الوحشية وعملياتهم الإرهابية ومن غير المعقول أن يظل هؤلاء بمنأى عن المساءلة القانونية والردع الكفيل بإعادتهم إلى الرشد والصواب، وإن المتتبع اليوم لسلسلة العمليات الإرهابية التي نفذتها عناصر تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة في بلادنا ومانجم عنها من خسائر بشرية وأضرار مادية واقتصادية وانعكاساتها السلبية على أكثر من صعيد يجعل كل الخيارات متاحة ومكفولة للدولة للتصدي لهؤلاء ومن يدور في فلكهم والمتحالفين معهم لضمان أمن اليمن والحفاظ على استقراره والسير في مسيرة الاصلاحات الاقتصادية والتنموية الشاملة التي تقود إلى استعادة الاقتصاد الوطني عافيته ليتمكن من مواجهة تداعيات الأزمات المالية والاقتصادية العالمية والمضي على قدم وساق في معالجة كافة المشاكل والقضايا الاقتصادية وفي مقدمتها الفقر والبطالة والفساد وهي ثالوث من شأن معالجته الناجعة ضمان تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين. كلنا على معرفة تامة تأثيرات عمليات القاعدة الإرهابية على قطاع الاستثمار من خلال تراجع العديد من الشركات الاستثمارية عن خوض تجربة الاستثمار في بلادنا بسبب تهديدات تنظيم القاعدة، وقس على ذلك الخسائر التي تعرض لها القطاع السياحي جراء تراجع أعداد السياح الأجانب القادمين إلى بلادنا مما أدى إلى حرمان الاقتصاد الوطني من إيرادات باهظة كانت تعود عليه من عائدات النشاط السياحي، فما ذنب الوطن حتى يصنع به هذا؟! وماهي الجريمة التي ارتكبها في حق هؤلاء حتى ينتقموا منه بهذه الصورة؟! أليس الوطن هو الحضن الدافئ الذي يحتضنهم ويتنعمون بخيراته، أليس الوطن الذي ينصبون له العداء هو يمن الإيمان والحكمة الذي مدحه الرسول المصطفى وأثنى على أبنائه فأين إيمان هؤلاء وأين حكمتهم.. ممالاشك فيه أن هؤلاء باعوا أنفسهم للشيطان وتحالفوا مع أعداء اليمن وتنكروا لكل الجهود المحمودة والمبادرات الكريمة التي منحتهم إياها القيادة السياسية بالعودة إلى جادةً الحق والصواب والدخول معهم في حوار جاد من أجل تنظيف عقولهم من الأفكار الشيطانية والرؤى والاطروحات الهدامة وإزالة اللبس الذي يعتريهم حيال فهم قيم وتعاليم الإسلام وأخلاق وتعاملات المسلمين وتبيان أوجه الانحراف التي وقعوا فيها والتي قادتهم إلى الوقوع في المحظور والخروج عن دائرة المسلمين،حيث تم تشكيل لجنة من كبار علماء اليمن للقيام بهذه المهمة الوطنية والدينية وذلك حرصاً من القيادة السياسية على منح هذه العناصر المغرر بها فرصة التخلص من نزعاتهم العدائية والإرهابية والعيش بسلام وأمن وآمان في رحاب المجتمع يتمتعون بكافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة،ورغم ذلك فإن هذا التنظيم الإرهابي أبى إلا أن يستمر في إجرامه وعدوانه وأهدافه التي تخدم أعداء الوطن؛ أعداء الإسلام والمسلمين،تماماً كما صنع أولئك العملاء والمرتزقة ودعاة الهدم والتخريب والانفصال وأنصار الرجعية الكهنوتية عندما تنكروا لمنهج العفو والتسامح الذي منحهم إياه فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في إطار حرصه على المصلحة الوطنية العليا وتجاوز الماضي بكل سلبياته والولوج في رحاب مرحلة جديدة وتحمل الوطن أي تبعات مالية وسياسية جراء ذلك، ولأن الغدر هو سمتهم وسلوكهم الذي تربوا عليه فقد تنكروا لكل هذه المبادرات والدعوات النابعة من القلب وأصروا على أن يُلحقوا الأذى بالوطن وبمكتسباته وسيادته دونما اكتراث بما ينجم عن ذلك من تضحيات وخسائر. وفي الأخير ينبغي لتنظيم القاعدة وكل من تحالف معه إدراك أن اليمن ستظل عصية على مخططاتهم وجرائمهم وستظل عيون كافة الأجهزة الأمنية ومعها عيون كل أبناء الشعب بالمرصاد لكل تحركاتهم للوصول إلى تطهير الوطن من أدرانهم وتحصين كل فرد من أفراده ضد الجرثومة الفيروسية المعدية التي يعملون على نشرها، وسيكتب المولى عز وجل لهذا الوطن المعطاء دوام نعمة الوحدةً والأمن والاستقرار والتطور والنماء وسيتحقق له النصر المؤزر على كافة القوى الإرهابية والإرتدادية المريضة. وسيعم الأمن والاستقرار ربوعه المعطاءة من صعدة إلى المهرة بفضل الله وتضحيات كل أبناء قواتنا المسلحة والأمن الأبطال ومعهم كل أبناء الوطن الشرفاء وقواه الوطنية الخيرة التي تخفق قلوبهم بحب اليمن. ولا نامت أعين الخونة والمرتزقة والمأجورين والعملاء. [email protected]