بينما الواجب الوحيد الآن يتحدد في إيجاد أرضية مشتركة يلتقي عليها شركاء الأزمة والحل، كنوع من الإسعاف الأولي المستعجل تمهيداً للانتقال إلى مرحلة متقدمة من الثقة الحوارية، إلا أن الأطراف المعنية تواصل هدر الفرص المتاحة. .. ليس سراً أننا نمر بمرحلة صعبة تتجاذبها الأخطار والصعاب من كل صوب، وليس سراً أيضاً أن جزءاً كبيراً ومؤثراً من الصعوبات والمخاطر ناجم عن أسباب وعوامل داخلية ومحلية يتحمل وزرها ومسئولياتها المباشرة والناجزة لاعبون محليون، انجرفوا نحو تخليق الأزمات ومضاعفة الصعوبات وعمل كل مامن شأنه زيادة حجم الاحتقانات السياسية والاجتماعية وإفرازاتها السيئة على الحياة اليمنية برمتها. .. البحث عن المتهمين والمدانين بأفعال التأزيم وإيصال الأوضاع العامة في البلد إلى ماهي فيه الآن من احتقان وتداعيات مؤلمة لا ينبغي أن يصرف العقلاء وهم كثر في الساحة عن اجتراح المخارج واستهداف الحلول والمعالجات المطلوبة لتفكيك كرة الثلج المتدحرجة وتلافي المزيد من التصعيد والتداعيات السلبية ووقف نزيف الثقة والمسئولية لدى الأطراف المؤثرة وشركاء الفعل السياسي وأفرقاء الأزمات والتجاذبات الحزبية في المعترك الراهن الذي يميل يوماً عن يوم إلى الانغلاق في وجه الحلحلة. .. واضح تماماً بأن من يدفع الثمن دائماً.. وضريبة الصراعات الحزبية والخلافات الشخصية البشعة هم المواطنون العاديون والوطن اليمني بغالبيته المسالمة الباحثة عن الأمن ولقمة العيش وتحسين ظروف الحياة اليومية في مواجهة جملة من الإشكالات والصعوبات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تضاعفت بشكل محموم وقاسٍ خلال العامين الأخيرين، ولاتزال تنذر بالمزيد من التفاعلات والتداعيات الداكنة على أكثر من مستوى وبأكبر قدر من الضرر أو القدرة على الإضرار. .. إذا لم يحن دور العقل والعقلاء الآن وفي ظل هذه الظروف والتعقيدات المجنونة، فمتى يحين؟ على المشهد أن يخلو من لاعبين مؤثرين ينوؤون بمسئولية التهدئة وصناعة المبادرات لجرجرة الأزمات والأفرقاء إلى طاولة العقل والحوار. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]