هذه هي حضرموت الحاضرة دوماً في معترك تفاعلات الحياة والتناغم مع تطلعات التنمية والتطوير الذي يشهده ويتطلع إليه وطننا الحبيب تعطي من الشواهد عبراً وبياناً ومن السلوك والقيم دروساً مستفادة واحداً بعد آخر في الولاء والانتماء لهذا الوطن الكبير المعطاء.. هي حضرموت العمق والأصالة والتاريخ والطيبة والخير المنحازة للاستقرار والوئام والسكينة وجمع الشمل على كلمة سواء .. نهج ورسالة حملها الأجداد وبعدهم الآباء منذ الزمن في مجدهم الزاهي الذي نشر هدى الحق والفضيلة والسلام في مهاجر جنوب شرق آسيا وأفريقيا بالكلمة والموعظة والأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن .. ولأنها كذلك فإن حضورها واستعادة دورها مطلوب اليوم في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها وطننا . لهذا فإننا نجد في تفاعل مختلف فعاليات المجتمع وقواه السياسية والمدنية وشخصياته الثقافية والاجتماعية مع دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لكافة قوى المجتمع السياسية والاجتماعية ومنظماته ومؤسساته المدنية ونخبه الفكرية والثقافية والنقابية لعقد الحوار الوطني الشامل الذي يتوقع أن يبدأ فعلياً تحت قبة مجلس الشورى يوم ال 9 من هذا الشهر إيجابياً ومثمراً، وخاصة تلك الدعوة الكريمة التي وجهها منتدى الخيصة الثقافي الاجتماعي بمدينة المكلا أمس الأول (الجمعة) لكافة النخب السياسية والثقافية والإعلامية والاجتماعية بحضرموت لعقد حلقة نقاش حول دعوة الحوار الوطني التي تناولها في ورقة مستقلة إلى تلك الحلقة النقاشية الأستاذ عبدالله عمر باوزير رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالمحافظة بما من شأنه المساهمة بتحديد معطيات ورؤى تسهم في التداول حول مجمل القضايا المطروحة على طاولة (الحوار الوطني) المنتظر . حيث حددت ورقة الأستاذ باوزير عدداً من النقاط التي يمكن أن تكون داعمة لتأسيس حوار جدي ونافع والذي يتطلب توافر إدارة ذات كفاءة عالية ودقيقة قادرة على التميز بين الأهداف والوسائل حتى لا يتحول ذلك الحوار إلى جدال سياسي عقيم ومناظرات بيزنطية لا هدف لها سوى الحصول على مكاسب آنية لا تلبي الآمال ولا تكون في مستوى طموحات هذا الحوار الذي يترجى منه الوصول إلى معالجات لكافة القضايا والمعوقات في العمل السياسي والاجتماعي يؤسس لمرحلة جديدة قادرة على مواجهة التحديات والمتغيرات، وقبل هذا وذاك وجود ثقة وإرادة جادة ومسئولة وتبني إشاعة الحوار كثقافة والقبول بالرأي الآخر والتوافق مع الإجماع وتغليب المصالح العامة على الذاتية والشخصنة . ومن تلك الرؤى والمقترحات التي وردت في مداخلة الأستاذ باوزير : الاتفاق على كيفية إدارة جلسات الحوار وسير عملية المناقشات للموضوعات حسب أولوياتها، الأهم ثم المهم على أن يكون الترتيب على نحو يكفل تتابع الموضوعات المتعلقة ببعضها، الاتفاق على تشكيل فريق عمل من ذوي الكفاءة العلمية و المقدرة الإدارية لوضع خطة عمل مرنة وفقاً والأهداف المحددة للحوار الوطني بحيث تكون الخطة قابلة للتنفيذ على النحو الذي يمكن أطراف الحوار من تحليل الموضوعات و القضايا بواقعية ومن ثم بحث الحلول بواقعية ودقة، الامتناع عن إجراء الحوارات التفاوضية لإقناع هذا التنظيم أو ذاك ممن رفضوا التجاوب مع الحوار الوطني .. بعد وضع الخطط و البرامج حتى لا يحقق هؤلاء أي هدف قد يعيق الحوار، فتح المجال أمام كافة التيارات و التعبيرات للمشاركة وأخذ رؤيتها الجدية دون أي تحفظ ، على أن تكون في إطار الموضوعات المحددة في قائمة الحوار والتي تم الاتفاق عليها سلفا في جلسات العمل المخصصة لذلك. فهذه الأفكار هي مساهمة من نخب فكرية وثقافية وإعلامية واجتماعية بحضرموت – في اللحظة التاريخية – من أجل انجاز وإدارة (حوار وطني شامل) ناجح ومثمر تسود فيه المسئولية العالية وتنفض عنه غبار المشاحنات والخصومة والتسامي للتوافق والإجماع الذي يتطلع الجميع إلى تحقيقه في هذا (الحوار) الذي يعد بوابة العبور إلى المستقبل بثقة وأمان . [email protected]