الدعوة إلى الحوار ونبذ الخلاف والفرقة لم تصادف ربما هوىً لدى من لا يود للحوار والعقل أن يسودا في هذه المرحلة، وكأن الدعوة موجهة ضد هؤلاء بالدرجة الأولى؟ وغاب عن المتشائمين أن غياب الحوار العقلاني هو الاستثناء وليس القاعدة وسوف يبقى الأمر كذلك باستمرار. .. صدّر رئيس الجمهورية أولى صفحات العام الجديد بدعوة عريضة إلى جميع القوى السياسية والحزبية والمدنية والاجتماعية للاحتكام إلى الحوار وتغليب الحكمة والإصغاء لصوت العقل والمصلحة الوطنية العليا. .. ولم يترك حجة لأحد وهو يؤكد على أن جميع القضايا والمطالب وكل شيء قابل للنقاش على طاولة الحوار وتحت سقف الدستور والوحدة الوطنية. .. عملياً.. يمكن القول بأن جميع الأصوات والفعاليات المؤذنة بالحوار الوطني، سواء تلك التي تتبناها المعارضة وتشكيلاتها اللجانية القائمة تحت هذا العنوان العريض. .. أو الأصوات والفعاليات الأخرى من خارج المشترك وإن لم تكن بعيدة عنه أو شيئاً آخر غيره، ومهما قيل عن حجم أو سقف مطالبها فإن الجميع مشمول بالدعوة الرئاسية القائمة والمجددة، وإذا كنا سنحكم على الواقع والإثباتات العملية الملموسة. .. أما الهروب إلى محاكمة النوايا وتفتيش خبايا الضمائر فليس مقبولاً ولا يكفي لتفسير الممانعة والرفض أو تبريرهما. .. آخر ما صدر عن أحزاب المشترك وقياداته يشير إلى حوار وطني جاد تحت سقف الوحدة والدستور، وهذا هو السقف الذي حددته المبادرة الرئاسية السابقة وإعادة التذكير به والتأكيد عليه افتتاحية رئيس الجمهورية بصحيفة الثورة يوم الجمعة. .. والسؤال هو: لماذا لا يذهب الشركاء إلى الحوار الوطني الموسع الذي يعد له مجلس الشورى، طالما والجميع متفق على الأصول والثوابت، وتترك الفروع والقضايا الخلافية للحوار، وإلا فعلى ماذا سيتحاور الناس؟! .. أسأل عن هذا وجزء من الذهن مشغول بشيء آخر وعلى صلة بالموضوع نفسه، فقد أعلنت لجنة المشترك الحوارية الخاصة تلقيها موافقة أطراف الحراك على الحوار معها، ولكن هذه الأطراف نفسها تقول في مكان آخر شيئاً آخر.. وترد: «لا حوار مع المحتل الأجنبي»!! عجبي. .. فأيهما نصدِّق؟ وهل المهم هو الحوار مع المشترك أم الحوار مع جميع الشركاء في الوطن تحت السقف المتفق عليه؟! .. وإذا اتفق الطرفان السلطة والمشترك على السقف كما أسلفنا، فسوف يسأل غبي مثلي: طيَّب.. وبعدين؟! .. على الأذكياء أن ينتقلوا إلى الشوط الثاني مباشرة وإلا عادوا إلى دكة الاحتياط ويواصل البدلاء!! وغداً نواصل عن الحوار.. «الوطني».. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]