في الوقت الذي تمر به الساحة اليمنية من ظروف سياسية ضبابية في الشمال والجنوب، وفي حين يتم تأجيل مؤتمر الحوار الوطني من حين إلى آخر، الذي يعوّل عليه الكثير للخروج ببدائل تُخرج اليمن من المشاكل التي تعيشها، وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية، إلا أن استمرار اللقاء المشترك في رفع سقف شروط المشاركة في هذا الحوار جعل تأخير موعد الحوار هذه المرة إلى أجل غير مسمى.. هذه القضيّة وغيرها من القضايا سنتعرّف عليها في هذا الحوار مع أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) محسن محمد أبو بكر بن فريد من كبار مشايخ العوالق محافظة شبوة وأحد المناضلين الذين كان لهم الدور البارز في الحركة الوطنية اليمنية منذ بدايتها، من الرموز الذين أسهموا في صياغة البدائل التي تقدّم بها حزب الرابطة باعتباره أكبر الأحزاب اليمنية التي قدّمت بدائل معارضة من حيث رؤى وأطروحات تُؤمن بأن المعارضة ليست للمعارضة وانتقاد السلطة فقط بل النّقد وطرح البدائل.. فالى الحوار: * بداية نبدأ معاكم حوارنا هذا من منطلق المبادرات والرؤى التي سمعنا بها ونسمع بها، والتي من شأنها الإسهام في حل مشاكل الوطن؟ - حزبنا تأسس في عدن عام 1951، وهذا من القضايا التي ينبغي أن ينتبه لها الإعلام. عند ما تريد أن تحكم على حزب سياسي أو على زعامة وطنية أحكم عليه من المحيط الذي كان عايشا فيه في ذلك الحين، يعني تحكم مثلاً على قيادة الرابطة في عام 1951 من خلال الأجواء التي كان يعيشها البلد في 51م، وليس بمعايير سنة 2010، فعند ما ننظر عام 1951 من قبل علماء خريجي الأزهر مثل: السيد محمد علي الجفري وكان زميل النعمان وزميل الزبيري، وهذه المسألة ربما ليس الكثير يفهمها، الكتيبة اليمنية الأولى اتفقوا عليها في الأزهر، وهم يدرسون في عام 1940، السيد محمد علي الجفري من الجنوب وسالم الصالحي من الجنوب والنعمان والزبيري من الشمال مع آخرين، فكانوا شبابا في الأزهر يدرسون، وكانت مشاعر موحّدة ومن منطقة واحدة، فاتفقوا على أن تبدأ الحركة الوطنية في اليمن من منطلق واحد شمالا وجنوبا، واتفقوا على أن تُشكّل الكتيبة اليمنية الأولى، وكُتبت مسودة هذه الفكرة بخط السيد محمد علي الجفري في سبتمبر 1940، لكن بعد ذلك عند ما عاد الأخوان إلى الشمال (الزبيري والنعمان) وجدوا نظام المملكة المتوكلية اليمنية له ظروف وله أجواء مختلفة، وعاد السيد محمد علي الجفري وزملاؤه إلى عدن فوجدوا الاستعمار البريطاني و23 سلطنة ومشيخة وإمارة. إذا في ظروف مختلفة، فكان أن كلا اختطّ له طريقا، لكن باحترام وتقدير، لا أحد اتهم هذا بأنه انفصالي أو كذا، النعمان والزبيري بدآ حركة الإصلاح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعد ذلك تطوّرت إلى حركة الأحرار. لكن في الجنوب السيد محمد كوّن رابطة أبناء الجنوب في ظل استعمار بريطاني، وفي ظل 23 سلطنة ومشيخة وإمارة، إذاً لما تحكم على هذه الحركات (لأن الرابطة وصمت بأنها انفصالية؛ لأنها سُميّت رابطة أبناء الجنوب) طيّب إذا كانت انفصالية ما كانوا اتفقوا في الأزهر عام 1940 على حركة واحدة، ووضعوا الكتيبة اليمنية الأولى، إنما كل عذر الآخر؛ لأنه في ظروف تحتم على الإخوان في الشمال، أن يتعاملوا مع النظام المتوكلي في أجواء مختلفة عن الأوضاع التي حاصلة في الجنوب آنذاك، وهو استعمار وتمزّق إلى دويلات ومشيخات وإمارات، فكلٌُ عذر الآخر، وبالتالي الرابطة عند ما بدأت في ذلك الحين 1951 وبريطانيا في حينها كانت في عزّ قوتها، بل كان -كما يحكي لنا السيد محمد الله يرحمه- كثيرون في عدن يقولون أنتم مجانين، شباب جايين من الأزهر، ومن العراق وعايزين تُطلعوا بريطانيا، يعني كانوا يندهشون. إذاً لما نحكم على هذه الحركة وعلى هؤلاء الشباب نحكم عليهم بعدل، مش نحكم عليهم أنهم "إما انفصاليين أو ما شابه"، يجب أن نحكم عليهم مما هو كان حاصل في عدن في ذلك الحين. فالخطوة التي أقدموا عليها في ذلك الحين خطوة غير عادية، مجموعة من الشباب عندهم هذا الطموح، ينطلقون لتحرير الجنوب، وهو طرح منطقي عقلاني. أي إنسان في الجنوب سنة 51 سمعت أنه يتحدث على وحدة يمنية فهو مزايد، كيف وحدة يمنية ونظام متوكلي في صنعاء وهو لا يُمثل النموذج للحُكم والنظام، في الجنوب استعمار، وأيضاً 23 سلطنة ومشيخة وإمارة؛ كلام في الهواء؛ لأنهم كانوا عقلانيين، هؤلاء الروّاد كانت عندهم مبادئ الرابطة العملية أولاً: إننا نتخلص من الاستعمار البريطاني، وهو أمر منطقي، يعني ما ممكن تتكلم على وحدة يمنية قبل أن تتخلص من الاستعمار، ثانيا: لا بُد أن نوحّد ال23 سلطنة ومشيخة وإمارة في اتجاه سياسي واحد؛ ثلاثة: إذا النظام في الشمال نظام ملائم (النظام الذي ممكن أن نقيم في ظله دولة اليمن المنشودة)، إذاً تتحقق الوحدة، وتتحقق الوحدة وحدة أُخوة وحدة ند لند تسودها وحدة مساواة ليس تابعا ومتبوعا، ليس الشمال هو الأصل، والجنوب هو الفرع، كلام ما كان مقبولا في عام 1951، ولا نقبله اليوم؛ لأننا إذا أردنا أن نُصلح بيتنا اليمني يجب أن نفهم ذلك، نحن أُخوة ما فيش أحد تابع لأحد، وما فيش أحد هو الأصل والثاني هو الفرع، هذا الطرح كان في عام 51 تصوّر؛ خلونا نتخلص من الاستعمار والسلطنات ونتخلّص من النظام الإمامي، ثم نقيم الوحدة المنشودة، أخ بجانب أخ، ونضع القواعد لهذه الدولة اليمنية. دخلت بعد ذلك ظروف كثيرة، فالرابطة كانت هي الحركة الوطنية الأولى في الجنوب، ثم بعد ذلك جاء البعث، ثم حركة القوميين العرب، ثم المد الناصري. * ما يجري الآن على الساحة الوطنية شمالاً وجنوباً ما موقف الرابطة من هذه التفاعلات؟ وما يثار حولها من هنا أو هناك؟ - طبعاً نحن ننطلق من أطروحاتنا، ومن رؤانا من تحليل واقعي وعملي لواقع اليمن اليوم، ولا نريد أن ندخل في مكايدات ولا في تسجيل أهداف؛ الواقع اليمني الراهن واقع صعب، وبلادنا تعيش أزمة ملموسة، نعيشها نحن، وأدركها العالم، إذاً لا بُد أن نعترف أولاً بأننا في مشاكل، مشاكل حقيقية هي: المشكلة الاقتصادية، المشكلة السياسية، المشكلة الأمنية، في خلل في البلد، هذا كلنا نسعى اليوم لنجد مخارج وحلولا لها، فإذا اعترفنا بأن المشكلة موجودة بعد ذلك ننطلق للحل هذا أولاً. ثانياً: نحن نعتقد بأنه بعد ما يقرب من 45 سنة على الثورة سواء في الشمال أو في الجنوب آن الأوان أن نعترف ببعض لا أحد يخوّن الآخر ولا أحد يكفّر الآخر، ولا أحد يُقصي الآخر، علينا بعد 45 سنة من هذه المعاناة الكبيرة أن نعترف ببعض وأن نبحث عن مخارج لمشاكل البلد من قبل الأطراف المؤثّرة في هذه البلاد، إذا اتفقنا على أن البلاد ليست ملكا لحزب ولا لشخص ولا لقبيلة ولا لمحافظة، وهي ملك لنا جميعاً، إذاً معنى ذلك إننا نعترف ببعض، وإنه كلٌ يُسهم بما لديه من رؤى وطنية صادقة، وهذا يقودنا إلى قضية الساعة، وهي الحوار الوطني الذي دعا إليه فخامة الأخ الرئيس، ونحن عند ما دعا فخامة الرئيس لهذا الحوار كٌُنّا يمكن من أول الأحزاب التي عقّبت على الدعوة، ورحّبنا بفكرة الحوار، وأشرنا في بياننا التعقيبي على هذه الدعوة الكريمة إلى أن الحوار في أدبيات الرابطة هو قضيّة أساسية تربّينا عليها، منذ بداية تكوين الرابطة في 1951 وحتى اليوم، الحوار هو الوسيلة الحضارية لحل أي مشكلة، القتال قد تتقاتل مع خصمك لكن نهاية المطاف تتحاور معه. إذا علينا كيمنيين بعد كل هذه السنين من المعاناة أن نختصر الطريق ليس بالضرورة نتقاتل ثم بعد ذلك نتحاور، آن الأوان أن نجلس ونتحاور. إذاً الحوار بالنسبة لنا قضيّة أساسية وننظر له كقيمة حضارية. ثانياً: تمنينا في بياننا التعقيبي على دعوة رئيس الجمهورية للحوار أن تُهيأ أجواء مساعدة لنجاح هذا الحوار، وحددنا ستة عوامل لتكون بمثابة عوامل مساعدة لنجاح الحوار المزمع، وحددناها في: إطلاق سراح المعتقلين، أن يدعو الرئيس إلى الحوار، وأن يقود الحوار بنفسه، وأن يتم الالتزام بنتائج هذا الحوار؛ لأن لما يقود الرئيس هذا الحوار معنى ذلك أنه في جدّية في الأمر؛ لأن في بعد ذلك التزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، يعني لا يُوكل الحوار لجهة. * طيّب، فخامة رئيس الجمهورية كلّف مجلس الشورى لإدارة الحوار لضمان مشاركة كل الأطياف السياسية والاجتماعية فيه؟ - نحن نحترم مجلس الشورى، ونحترم الأستاذ عبد العزيز عبد الغني، ما من شك في ذلك، ولكن هناك فرق لما رئيس البلاد هو الذي يدعو وهو الذي يقود الحوار يظهر أنه في جدّية في الأمر، ومن ضمن العوامل المساعدة لنجاح الحوار أن تُشكّل لجنة حوار وطني من مختلف الأطراف تضع أجندة لهذا الحوار. النقطة الثانية: أنه هناك رؤى مختلفة في الساحة من قبلنا -نحن في الرابطة- مبادرة طرحناها في 2009. الحزب الحاكم بالتأكيد عنده أطروحات في هذا الاتجاه. الأخوة في المشترك عندهم رؤية الإنقاذ. وفي بقية القوى السياسية عندها أطروحات لإيجاد مخارج لمشكلة البلد، نتمنّى لهذه الرؤى أن تكون من ضمن الوثائق التي تُناقش في الحوار الوطني؛ لأن هذه الرؤى المختلفة هي تقترح مخارج لمشكلة اليمن. النقطة الأخيرة: أنه لا نظل نتحاور إلى ما لا نهاية، نظهر جدّية في الأمر. ونحن اقترحنا في الرابطة أن فترة الشهرين -إذا في جدّية- فترة معقولة، فتجلس شهرين ونتحاور بقلب مفتوح وبنية صادقة وبروح مسؤولية وطنية، ومؤكد أننا سنصل إلى مخارج، إذا نحن جادون، إذا في إرادة سياسية، أما إذا فيها مسألة مكايدات فسنظل سنوات. أنا قلت في مقابلة صحفية سابقة إنه إذا كان العالم تداعى من أجل اليمن في مؤتمر لندن وأظهر حرصا على استقرار اليمن، وأظهر رغبة على أنه يريد أن يعين اليمن هل معقول نحن -أبناء اليمن- نتخلف عن هؤلاء الآخرين. الأمر الأهمّ من ذلك في الرياض في أواخر هذا الشهر سيكون اجتماع مكمل لمؤتمر لندن، بعد ذلك في شهر مارس سيكون مؤتمر آخر أو لقاء آخر لأصدقاء اليمن، فهي سلسلة من اللقاءات من قبل العالم الخارجي ودول الإقليم، يضعوا تصوّرا عن كيفية مساعدة اليمن للخروج من أزماته. طيّب إذا كان العالم يهتم لأمر اليمن بهذا الشكل فكيف الحال بنا –نحن- ونحن في هذه الحلقة المفرغة على شكل المؤتمر ولونه (ما لون البقرة، البقرة تشابه علينا)، يعني أمر مخجل بأمانة. نعود إلى ما نحن طرحنا، وما نراه في الرابطة فإننا نعتقد بأن الحوار ضرورة، وينبغي أن يُعقد هذا الحوار، ونتمنى أن تؤخذ العوامل التي قدمناها لنجاح الحوار بعين الاعتبار، طالما أنه قد أجلّ الحوار. أيضاً نتمنّى أن نكون جادين، فإذا في حوار جاد نحن نحترم كل صوت اليمن، لكن مؤتمر حوار من آلاف مؤلفة، قد لا يكون منطقيا، فعدد المشاركين مبالغ فيه، ربما جاء من باب المماحكة. ولكن الحوار لا يجب أن يكون بهذا الشكل. أنا احترم كل رأي يمني، لكن لا بُد أن يكون الذين يتحاورون في هذا الأمر متخصصين، لا يمنع أن نؤخذ آراء الناس، آلاف البشر، بل حتى ملايين، لكن عند ما تأتي الأمور إلى ذروة الحوار والنقاش الجاد لإيجاد المخارج لمشاكل البلد فحوارات كهذه تكون محدودة العدد، وبعد ذلك تُطرح فيها القضايا التي نعتقد بأنها من خلال حلها سنجد حلا لمشاكل البلاد. نحن في الرابطة نحترم كل رأي، وكل رؤية مطروحة في الساحة السياسية حتى ولو كانت مخالفة لنا، لا نحقّر فكرة ولا نهمّشها ولا نُقصيها، المحك هو في الأفكار ومصداقيتها ومدى ملاءمتها مع واقع الحال، من هنا نحكم على هذه الرؤية سواء أتى بها الإصلاح أو الرابطة أو حزب الحق أو المؤتمر الشعبي بغضّ النظر، نحن في الرابطة نعتقد بأن البلد وصل إلى وضع معقّد يستدعي حوارا وطنيا، هذا أولا، ثانيا: نحن نعتقد بأن الحوار سيكون ذا جدوى وذا معنى إذا فعلاً دعا إليه وقاده فخامة رئيس الجمهورية، ثالثا: ينبغي ألاّ يُعزل أو يُقصى أحد من الساحة السياسية اليمنية، خصوصاً من القوى السياسية المؤثّرة في هذه النقطة بالذات، بما في ذلك الحوثيون ينبغي أن يأتوا، فقد كُنا في حوار مع فخامة الأخ الرئيس قبل شهر، وقُلنا اترك الحوثي يأتي إلى صنعاء، ويقول أنا أريد إمامة، ونحن سنتحاور معه، اترك الأخوة في الجنوب يأتون ويقولون نحن نريد انفصالا نحن سنتناقش معهم، اترك يأتي يقول، ونحن سنتحاور ونحن سنقتنع بهذا الرأي، وقلناها ونكررها إن الحوار يكون بين المختلفين وليس بين المتّفقين، الأمر الآخر حتى لا نضع شروطا؛ لأنه لا أعتقد أن هناك أحدا بعد مرور 45 سنة يطالب بإلغاء الجمهورية أو ما شابه، هذا كلام غير صحيح، لا نضع سقف الدستور والثوابت الوطنية، ما في سقف خلي أبناء اليمن وخصوصاً القوى الحيّة، ولا أعتقد أن هناك قوة مؤثرة في اليمن ستأتي وتطرح طرحا غير منطقي، السقوف لا نوجد سقوفا واترك من عنده رأي يأتي، وطالما أن هناك حوارا مفتوحا وليس هناك إقصاء، فالمنطق هو الذي سيفرض نفسه والأغلبية هي التي ستفرض نفسها في مثل هذا الحوار الوطني، هذا ما طرحناه، وبأمانة كان الرئيس منطقيا، لم يعارض بل استحسن الفكرة. * برأيك ما هي الفكرة الأساسية من الحوار الوطني؟ - فكرة الحوار الأساسية هي أن يأتي بحلول ومخارج لمشاكل اليمن التي نعاني منها الآن، بل وأصبح يعاني منها العالم. خلّنا نكون واضحين، العالم مش جاي يجري على شأن خاطر عيوننا، مش جاي على شأن خاطر حقوق الإنسان أو ما شابه، العالم يجري من أجل مصالحه، ويبحث عنها، العالم اليوم يُدرك أن أوضاع اليمن الحالية الأمنية والاقتصادية ممكن أن تُشكّل بؤرة إما ل"قاعدة" أو ل"تطرّف"، ولهذا يريدون أن يعينوا بلادنا على شأن يأمنوا الخطر الذي يأتي من هذه المنطقة، إذا الحوار الوطني هدفه الرئيسي -كما نعتقد نحن- هو أن يأتي بحلول لمشاكل البلد. * ما هي فكرتكم في الرابطة حول هذه الإشكالية؟ - نحن في الرابطة نعتقد بأنه كبداية لا بُد أن نسعى، ولا بُد أن تسعى كل القوى السياسية في هذا البلد على أن نؤمّن ما نسميه "المواطنة السوية"، هذه المواطنة السوية ترتكز في مفهومنا على ثلاثة محاور: تأمين المشاركة في السلطة والثروة للوطن اليمني بمختلف فئاته، تأمين الديمقراطية المحققة في التوازن بين مختلف مناطق اليمن ومختلف فئاته الاجتماعية المشاركة في شؤونه الاقتصادية والاجتماعية، ثم بعد ذلك النقطة الثالثة ما نسميه "تحقيق التنمية المستدامة"، فاليمن لا تحتاج لمشروع مقطوع بل تحتاج لمشروع متكامل للتنمية. وهناك ثروات كثيرة في بلادنا، من الثروة السمكية إلى الثروة البشرية وإلى الكثير من الثروات التي لم تستكشف بعد، إن كان بترولا أو غازا، أو عندنا أراضٍ زراعية لا تكفي اليمن فحسب بل تكفي الجزيرة العربية، فالتنمية المستدامة هي العمود الثالث في تحقيق المواطنة السوية. ممكن نحقق هذه المرتكزات الثلاثة من خلال إعادة ترتيب وضعنا في الدولة اليمنية، مفتاح هذا الترتيب بأن نعيد هيكلة الدولة، فقد أثبتت المركزية التي تعيشها بلادنا منذ سنة 1990 إلى اليوم أنها لم تعد بالنتائج المرجوّة، النظام المركزي أثبت فشله، لذا لا بُد أن نعيد ترتيب الأمور، ونحن في الرابطة نتحمّل هذا الأمر، وقد بدأنا طرحنا بدل الدولة المركزية نسميها "الدولة اللامركزية"، بدل الدولة في المفهوم السياسي الدولة البسيطة التي هي في وضعنا الحالي نعمل الدولة المركّبة، أي النظام الفدرالي، بمعنى أنه نأخذ من تجارب الآخرين، فمثلاً النظام الفيدرالي أو النظام اللا مركزي موجود في الهند، وفي الإمارات العربية المتحدة، وموجود في ماليزيا، تجارب ناجحة وحيّة، وأثبت نجاحا غير عادي، إذاً نعيد ترتيب نظام الدولة أو هيكلة نظام الدولة بدل النظام المركزي إلى النظام اللا مركزي. البعض يتحسس من كلمة الفيدرالية، نسمّيه الحكم المحلي كامل الصلاحية. * ألا يقف ما يُسمّى بالحراك الجنوبي برأيك عائقاً أمام نجاح الحوار الوطني؛ باعتبار أنه رفع سقف مطالب وصلت إلى أن تمس بالوحدة الوطنية، ليس بدعوة إلى أشياء إصلاحية واضحة، وإنما انفصال تام بين الشمال والجنوب، وإعادة الأمر إلى ما قبل 22 مايو، هل ممكن تعديل سقف المطالب هذه، ممكن أن يعيد الأمر، باعتبار أن الحراك الجنوبي الآن مستبعد باعتبار أنه خرج من الثوابت أو وصل إلى الخطوط -كما يُقال- الحُمر؟ - سوف أجيب عليك، فقط أحب استكمل الفكرة التي كُنت أتحدث عنها، فنحن في الرابطة نرى أن المدخل للحوار الوطني هو البحث عن مخارج نحن، طرحنا تحقيق المواطنة السوية ذات المرتكزات الثلاثة، ثم بعد ذلك إعادة هيكلة الدولة لتبني نظاما للامركزية، ثم بعد ذلك هناك أعمدة سبعة في مشروعنا الكامل للإصلاح، لا بُد أن نتفق عليها، العمود الأول: الاتفاق على نظام رئاسي أو برلماني واضح المعالم محدد بالمواد الدستورية، العمود الثاني: الاتفاق على الانتخابات بالقائمة النسبية؛ لأنه آن أوانها، فالانتخابات بالقائمة الفردية أنتجت لنا ما نحن فيه، العمود الثالث: الاتفاق على النظام التشريعي لمجلسي النواب والشورى، العمود الرابع: حيادية الخدمة المدنية، العمود الخامس: حيادية الإعلام، فالإعلام ليس ملكا لأحد، العمود السادس: حيادية الجيش والأمن والمال العام، ثم قبل هذا وذاك القضاء المستقل النافذة أحكامه، هذه الحُزمة من الإصلاحات إذا تم تحقيقها سوف نجد فيها المخرج لأزمة اليمن. نعود بعد ذلك إلى قضية الحراك، أنا قُلت في مقابلة مع "قناة الجزيرة" قبل نحو شهر: إن الأغلبية في الجنوب إلى اليوم لا زالت صامتة، فالذين يخرجون إلى الشوارع لا زالوا يمثلون أقلية، وهم أنفسهم الذين خرجوا في عام 1990، ليرفعوا سيارة الرئيس علي عبد الله صالح، هؤلاء الذين ينادون بالانفصال لا بُد أن نبحث عن الأسباب التي غيّرت الحال، فبدلاً من أن كانوا يريدون أن يرفعوا سيارة علي عبد الله صالح اليوم يريدون أن ينفصلوا، في مشكلة خلوّنا نواجه المشكلة، لا نكفّرهم ولا ندينهم ولا نشتمهم، خلي الذي يقول هذا الكلام في عدن يأتي يقوله في صنعاء، ونتحاور حوارا منطقيا عقلانيا، وإذا ما تحقق ما ذكرت من مواطنة سوية وغيرها، وأنا أؤكد لك أن المواطنين في الجنوب الذين ينادون بالانفصال الآن إذا شعروا أن في جدّية حقيقة لمعالجة قضاياهم فسوف يخفت صوت الانفصال ويتغلّب صوت العقل، إذاً علينا على الدولة اليمنية، على الحزب الحاكم أن يُشرع في إجراءات حقيقية تعطي اطمئنانا للناس الذين يئسوا، وتغيّر وجهة نظرهم للسلطة بأشياء عملية ملموسة. * الآن المُؤمل لكم بعد تحديد موقف اللقاء المشترك رفض الحضور أو المشاركة في الحور الذي تم تأجيله إلى أجل غير مسمًى، انتم باعتبار خلفيتكم السياسية ألا يُمكن أن تسهموا في موضوع تقريب وجهة النظر أو -كما يُقال- تخفيف السقف العالي الذي جعل أمين عام الجامعة العربية ينسحب رغم أنه أتى ليتوسط لتقريب وجهات النظر، فعند ما يأتي مفاوض آخر يطلب الانفصال فقط ليس لديه مطالب أخرى سوى الانفصال، ما هو دوركم في الرابطة هنا؟ - دورنا في الرابطة نحن لا نكفّر أحدا، ولا ندين أحدا، لكن هذا الصوت الذي ينادي بالانفصال الحل الذي نعتقد بأنه سيخفض هذا الصوت وسيجعله ينخنق ويتراجع ويعيد حساباته عند ما يشعر بأن هناك إصلاحات عملية ملموسة، عند ما يشعر بذلك سوف يعيد حساباته، نحن نعتقد بأنه آن الأوان أن يُشرع الحزب الحاكم في إيجاد المخارج الملموسة للناس. فعلى سبيل المثال: نحن طرحنا فكرة الحُكم المحلي كامل الصلاحيات، خلينا نحوّل هذا من كلام إلى تعديل ملموس في الدستور يؤدي إلى الحُكم المحلي كامل الصلاحيات، ثم بعد ذلك نتفق على المحاور الأخرى التي أشرنا إليها. * أليس من ضمن مهام مؤتمر الحوار الوطني النقاش حول التعديلات الدستورية، فلما يصر البعض على المقاطعة؟ - إذا أنا أقول إن المؤتمر هذا يبغي أن يُعقد، فالمؤتمر الوطني المرتقب يفترض أن يضع الحلول العملية التي تخفف من الدعوة إلى الانفصال، ونضع تعديلات دستورية واضحة، ومتفق عليها، في أن تُعطي لكل منطقة اليد الطولى في إدارة شؤونها، سميها "حكما محليا كامل الصلاحية"، سميها "فيدرالية"، سميها ما شئت، لكن بحيث يشعر ابن عدن أنه هو الذي يدير شؤون مدينته، ابن حضرموت نفس الشيء، بدل المركزية التي نعيشها اليوم. الأمر الآخر نعطي مواد دستورية، وتعديلات دستورية، تُشعر المواطن أنه شريك في السلطة بشكل حقيقي، فإذا شعر هؤلاء الناس بأن هناك جدّية في هذه الأمور، وأن فيه خطوات عملية تتمثل في إحداث تعديلات دستورية واضحة المعالم، وتعطي الصلاحيات الكاملة للمحافظ، وللمجالس المحلية، هنا سوف تخف الدعوة إلى الانفصال وسوف يبدأ يسود منطق العقل، وأن نبحث عن كيف نُكمّل بعضا، بدل أن يقاتل بعضنا بعضا، هذه هي المخارج التي نعتقد بأنها يمكن أن تخفف من صوت الانفصال. * حزب الرابطة معروف أنه ليس في اللقاء المشترك ولا مع الأحزاب التي التفت مع الدولة أو الحزب الحاكم، هل هذا يُعطي حزب الرابطة تأثيرا مُهما في الساحة؟ - أنا أجدها فرصة على أن أؤكد على ما يلي: أولاً: البلد ليس وصياً عليه اللقاء المشترك ولا الحزب الحاكم، البلد أكبر من اللقاء المشترك وأكبر من الحزب الحاكم؛ لأن هناك قوى كبيرة في الساحة من أحزاب وعلماء ومثقفين ومفكرين ومنظمات مجتمع مدني أكبر من أننا نحصر البلد ونختزله في الحزب الحاكم وفي اللقاء المشترك. ثانياً: إدارة الحزب الحاكم واللقاء المشترك لأمور البلد عند ما يهدروا ويضيعوا أشهرا وأشهرا في أمور تفصيلية، والبلد يغرق في مشاكله، أيضاً العالم يهبّ لنجدة البلد، ورغم كل هذا لا نجد التلبية الوطنية للتعامل مع قضايا الوطن، لا زالت، حتى بعد مؤتمر لندن، الحسابات الصغيرة والمكايدات مستمرة بين اللقاء المشترك والحزب الحاكم وهذا أمر مخجل ومؤلم ويقلل من قيمة الحزبين في الساحة السياسية، ثالثا: ليس بالضرورة أن الحزب لا يكون معارضا إلا إذا انضوى تحت اللقاء المشترك فنحن في بلد تعددي. * ما قصدناه هو: هل سيكون لكم دور مؤثر بين الأحزاب، أم أن موقفكم الأساسي سيكون إلى الحاكم أو المشترك؟ - نحن أقرب إلى من يعمل من أجل مصلحة البلد، وبالتالي نحن لم نرَ أن هناك مصلحة بأننا ننضوي في إطار اللقاء المشترك ونكون ضمن طابور من الأحزاب، بل أكثر من ذلك –للأسف- حتى اللقاء المشترك لم يعط اعتبارا لمن هم زملاؤه في نفس اللقاء، يعني حواره مع الحزب الحاكم من الذي يتحاور، الممثلون في مجلس النواب، طيّب وحزبان أو ثلاثة غير ممثلين، إذاً ما عندهم قيمة، ما يحضروا أمر عجيب. يعني في نقص حتى في فكرة المشاركة في الحوار، وبالتالي نحن مع الرئيس ومع الحزب الحاكم نطرح من الرؤى ومن الصدق ومن الآراء التي فيها من الشجاعة الشيء الكثير يمكن غيرنا ما يقوله، وقال الأخ عبد الرحمن الجفري قبل فترة مخاطباً رئيس الجمهورية "يا فخامة الرئيس عام 94 تقاتلنا بالسلاح وبالطيران وبالدبابات، لكن كان قتالا محدودا؛ لأنه بين نُخب عسكرية وسياسية، اليوم ما يحدث في البلد هو أكبر وأخطر، فالذي يحدث شرخ اجتماعي يبنى جدارا من الكراهية بين الشمال والجنوب، هذا يحصل بفعل أكثر من عامل".. إذاً لا بُد أن نواجه هذه المشاكل بجدية وصدق، هذا الكلام أنا أعتقد أن قليلين من يقولونه في وجه الرئيس علي عبد الله صالح، ونقوله من باب الحرص على البلد. اللقاء المشترك -أقولها لك بوضوح- نحن علاقتنا بهم طيّبة، لكن بعثنا لهم رسالة لأنهم كانوا حريصين على أن الرابطة تكون ضمن إطار اللقاء المشترك، ونحن نفهم أن هذه الأمور فيها اللعبة السياسية أكثر من المصلحة الوطنية، قُلنا لهم ما عندنا مانع لأن نكون معاً في لقاء واحد، لكن أرسلنا لهم رسالة أنه نتفق معاً في الإطار هذا، ونعقد مؤتمرا صحفيا أمام أبناء اليمن والمجتمع الدولي بأنه لا أحد يفرك بالآخر، بمعنى أنه لا نرتّب طبخة بين الحزب الحاكم أو مع غيره، إما بين حزب واحد أو حزبين، ونفاجأ -نحن في المجموعة- بشيء قد تم آخر الليل، خلونا نخرج في المؤتمر الصحفي بأننا معا، وإنه لا يُمكن أن يتم أي حوار، ولا تتم أية موافقة إلا بحضور وموافقة كل الأطراف، ولم يرد علينا الأخوة في اللقاء المشترك حتى اليوم منذ نحو ثمانية شهور، فما نريده هو أن نكون مجموعة هي من لها هذا الطرف أو ذاك، نحن حريصون على أن "اللقاء المشترك" يرتّب صرحه، ويمكن أن يشدد بعض الأحيان في بعض أطروحات أو بعض شروط إذا كانت حالة البلد مستقرة، شروط تفصيلية في الظروف العادية ممكن، لكن في الظروف التي يعيشها البلد اليوم يجب أن نرقى عن بعض الاشتراطات التفصيلية، فالجميع ينبغي أن يتصرّف بمسؤولية من أجل الوطن في ظل الظروف التي نعيشها اليوم. أيضاً الإخوان في اللقاء المشترك ينبغي عليه أن يخففوا من تصرفاتهم؛ ليس من أجل الحزب الحاكم وليس من أجل الرابطة، لكن من أجل الوطن. اليوم هذا الوطن الذي العالم يريد أن ينقذه، نحن الذي معطلون للانجاز. فإذا أخذ ما طرحناه كرابطة في مبادرتنا التي أطلقناها في يونيو 2009، عند ما رأينا أن يُدعى لحوار وطني ورأينا في هذا المبادرة أن يدعي للحوار هذا فخامة الرئيس، وأن يقود الحوار بنفسه، بل أكثر من ذلك في مبادرتنا بعد أن نتحاور ونجد المخارج لإنقاذ البلد، رأينا، من قراءتنا العملية لواقع الحال، أنه بعد الاتفاق على المخارج التي يتم التحاور حولها، وعند ما نتفق على منظومة الإصلاحات هذه، نُشكّل حكومة وحدة وطنية، هل تعلم أنه من المفترض أن يقودها الرئيس علي عبد الله صالح؛ لأنه هو الذي بيده مفاتيح البلد، وبدلا ما يكون من خلف دار الرئاسة يحرك الأمور بال"ريموت كنترول" خلّيه أمام الناس وأمام العالم وأمام الشعب اليمني، بيده مفاتيح البلد، يفوّض بهذه الإصلاحات التي نتفق عليها ويقود حكومة وحدة وطنية، هذا حل عملي يخرجنا من الدوّامة، إذا كان الرئيس -على ما يقولون في المشترك- إنه ليس جادا؛ لما لا نحمّله المسؤولية باعتباره رئيس البلاد. * في حال واصل اللقاء المشترك رفضه للمشاركة في مؤتمر الحوار، هل يعني ذلك عدم نجاح الحوار، وماذا عن بقية الأحزاب السياسية الأخرى؟ - نحن نقدّر أن اللقاء المشترك فيه أحزاب رئيسية ولها قيمتها، ولها وزنها، ونقدرهم، لكن لا يعني أنهم إذا رفضوا أن البلد تنشل، لكن في المقابل الذي سيجعل البلد تنجح، ونحن ننجح كقوى مختلفة، خلاف المشترك والحزب الحاكم، إذا الحزب الحاكم أيضاً جاد في العملية؛ لأنه الطرف الأساسي الذي بيده كثير من مُقدرات البلد، فإذا قاد الحوار، ونناقش قضايا البلد الحقيقية بجدّية ثم نضع الأجندة للحلول، والحزب الحاكم جاد، وعلى رأس هذه الجدّية حضور رئيس الجمهورية الحوار، هذا هو الذي سيُحرج المشترك وسيُحرج أي طرف يمني يريد أن يتعذّر أو يجد مبررا أو يهرب من المسؤولية، لكننا نُعطي المشترك الحق إذا ما لمسنا جدّية الآخر. * إلى الآن الحزب الحاكم وبزعامة فخامة رئيس الجمهورية، برأيك، لا زالوا غير جادين، وماذا عن انعقاد مؤتمر الحوار بحضور بعض الأحزاب من عدمها؟ - سبق أن قُلت، وأكرر: البلد ليس ملكا للحزب الحاكم ولا للقاء المشترك، البلد أكبر من ذلك بكثير، هناك قُوى حيّة كبيرة يمكن أن يكون لها صوت، لكن هذه القُوى الحقيقة عندها شيء من التوجّس وعدم الثقة؛ لأنهم ما كانوا يلمسون في المراحل الماضية جدّية في معالجة الأمور، الآن في اللحظة الراهنة التي توقفت فيها الأمور بهذا الشكل، وكأن البلد ملك للحزب الحاكم واللقاء المشترك، آن الأوان أن ننتقل إلى خُطوة أخرى. وأؤكد وبإصرار على أن الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك ليسوا هم اليمن، الحزب الحاكم والمشترك هما طرف من الأطراف السياسية في الساحة، لكن عند ما يربط مصير البلد بالحزب الحاكم وباللقاء المشترك هذه جريمة في حق الوطن، آن الأوان أن نخطو خطوة جديدة، والخطوة الجديدة التي ستُحرج كل الأطراف وستُظهر جدّية ومصداقية أن يرأس رئيس الجمهورية الحوار الذي دعا إليه بنفسه، وأن يحضر الحوار مختلف الأطراف السياسية من ضمنها -بل على رأسها- اللقاء المشترك، إذا رفضت تتحمّل مسؤولية تغيّبها، يُدعى ممثلون عن الحراك، يُدعى الحوثيون تُدعى المعارضة في الخارج، ونلتقي تحت سقف عاصمتنا صنعاء، ونصيح بأعلى صوتنا، ولكن في نهاية اليوم نخرج بنتائج مُرضية لمصلحة البلد، من خلال الحوار الجاد والمسؤول حول كافة القضايا الوطنية. * ألا تعتقد بأن رئيس الجمهورية عند ما كلّف مجلس الشورى بإدارة الحوار، ربما أراد أن يُظهر النيّة الجادة لإلزام الحكومة بتنفيذ النتائج التي سيتمخّض عنها الحوار؟ - مع احترامي للإخوان في مجلس الشورى، كثيرون بل معظمهم أصدقاء، ومع احترامنا لرئيس مجلس الشورى وهو شخصية وطنية راقية، لكن الآلاف المُؤلفة هذه تعطي انطباعا بأن الحوار ليس جادا، فمعظم الذين سيحضرون هم من موظفي الدولة والحزب الحاكم مع احترامنا الكامل لهم، هذه خيارات، لكن لماذا لا ننظر في خيار آخر قد يعطي انطباعاً ايجابياً، وأيضاً نسد الباب على من يريد أن يتهرّب من الحوار، بأن يقود رئيس البلاد الحوار وأن يُعاد تشكيل الحضور بأعداد تمثل مختلف الأطراف، أعداد محدودة، وأن تُؤخذ بعين الاعتبار الرؤى والاجتهادات والوثائق التي طُرحت في الساحة السياسية من مختلف الأطراف، وأن تشكل لجنة لوضع جدول سير أعمال مؤتمر الحوار، وترتيب الإعدادات اللازمة لنجاح الحوار والخروج بالنتائج المرجوّة.