عناصر الإرهاب في اليمن ليسوا بتلك الخطورة كما يروّج إعلامياً .. الدليل على ذلك ظهورهم علناً. في الدول المتقدمة يمتلكون من التأهيل والكفاءة ما يجعلهم يحترفون الاختباء خلف أرقام هواتف المخابرات. إذاً لا شك أن التواجد الجلي يستدعي الطمأنينة بعكس الآخر. فالذي يظهر إلى السطح ليس بخطورة المختبئ في الأعماق. وقوارب القراصنة المهترئة ليست بخطورة القواعد العسكرية..!! ما أود الإشارة إليه هو أن التهويل الإعلامي حول قاعدة اليمن قد يحمل معاني تستدعي الانتباه لها. فهم ليسوا بذاك الحجم الذي يجعل أنظار العالم تحدّق إلى اليمن بأعين الخوف. فالذي يحفر كهفاً بغية الإضرار بالوطن بإمكان أجهزتنا اليمنية أن تجعله قبراً له ، كما أنها تمتلك الحضور الكافي لرصد تحركاتهم وأماكن تواجدهم، ما يوجب التلويح لها بأيدي الإعجاب. الجدير ذكره أن الإرهاب قد يتخذ صوراً وأبعاداً عدة: قد يكون إرهاب دول، قد يكون إرهاب جماعات، قد يكون إرهاب أفراد. فتحقق أي شكل من أشكاله يستوجب الوقوف في مواجهته باعتباره منافياً للقيم والأخلاق والدين. أما أن يبقى مصطلحاً بحيث يمكن إلصاقه بأي فرد أو جماعة أو دولة لم تخضع للهيمنة الدولية؛ فذاك يمثل إرهاباً من نوع آخر. على كلٍ.. يمكننا القول إننا كمجتمع يمني ندين الإرهاب فكراً وسلوكاً، كما ندين أي عمل إرهابي سواء كان صادراً من دول أو جماعات أو أفراد. سواء استهدف أشخاصاً أم مؤسسات أو منشآت أجنبية كانت أم محلية. فالإرهاب لا شريعة له.. لا لون له سوى القتل. فإدراكنا لخطورته يجعلنا نمتلك القدرة لمواجهته حفاظاً على الدين، حفاظاً على الإنسانية، حفاظاً على الحياة. لكل قلبي الوطن.