بالرغم من تكرار تدوين وكتابة نصوص الأهداف الستة للثورة اليمنية السبتمبرية في مقدمة الصفحات الرئيسية للصحف الرسمية وبعض صحف المعارضة صباح كل يوم تقريباً إلا أن قلة من الناس هم من لا يحفظون نصوص تلك الأهداف أو بعضها عن ظهر قلب مع أن التكرار يعلّم الشطّار كما يقال في كثير من الأحيان. والغريب أن تلك القلة من الناس لاتكترث لحفظ اهداف الثورة أو قراءتها حتى من باب الاطلاع والتذكر أو التفكر فيما تحقق من تلك الأهداف وما لم يتحقق منها وأسباب تأخر تحقيق البعض منها وإنما ذهبت تلك القلة من الناس إلى الاشمئزاز والانزعاج لتكرار الاحتفالات السنوية بأعياد الثورة تحت مبرر عدم الحاجة إلى ذلك لمرور أكثر من (47)عامًا على قيام الثورة التي أصبحت واقعاً ملموساً ومعاشاً من خلال النظام الجمهوري المعترف به من قبل المجتمع الدولي بأسره. وحقيقة الأمر أن تلك الفئة من الناس لا تكترث بأهداف الثورة وتنزعج من أعيادالثورة فحسب بل تصاب بالمرض وتلتزم الفراش عندما تحل الذكرى السنوية للثورة كما لو كانت ذكرى أليمة لسقوط عروشهم وسلطانهم مع أنهم ،ولا حسد ، ممن ينعمون بخيرات الثورة ومكاسبها أكثر من غيرهم من المواطنين إلى حدٍ ما ، علّهم يراعون المعروف ويشكرون الله والوطن ويقابلون الإحسان بالإحسان وإخلاص النوايا لخدمة وبناء الوطن جنباً إلى جنب مع الشرفاء والمناضلين لرفع راية الوطن خفاقة في سماء المجد والعزة والكرامة ونسيان عهود الفقر والجهل والمرض والظلام لعهود الإمامة والاستعمار المبادة. ولو رجعنا إلى الأهداف الستة للثورة لوجدنا أنها لا تستدعي التكرار فحسب بل الحفر في العقول والأذهان والتدريس في مختلف العلوم السياسية ومناهج الجامعات الوطنية والدولية كونها صالحة لكل زمان ومكان حتى بعد قيام الثورة وترسيخ النظام الجمهوري ويمكن التدليل على ذلك من خلال نصوص ومضامين الهدف الأول للثورة الذي يتكون من ثلاثة اجزاء هي التخلص من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة نظام جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات. ويلاحظ من خلال هذا الهدف أهمية ربط تحقيق عملية التخلص من الاستبداد والاستعمار بالتخلص أيضاً من مخلفاتهما الإمامية والاستعمارية .. ومن المؤكد والملاحظ للعيان أن الجهود والمساعي الحثيثة لحكومة الثورة ما زالت قائمة في معركتها وحربها ضد مخلفات الإمامة المتمثلة في العصابات الإرهابية في صعدة وكذا مخلفات الاستعمار المتمثلة في العناصر الانفصالية العميلة في بعض المحافظات الجنوبية وتنظيم القاعدة الموالي لتلك العصابات والتي أصبحت تشكل ثالوثاً إرهابياً عنصرياً كبيراً ضد مصالح الوطن وخيراته وأمنه واستقراره. من جانب آخر فإن الجزء الثالث من الهدف الأول للثورة والذي يتمثل في إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ما يزال قيد التنفيذ من خلال جهود حكومة الثورة ومساعيها لإقامة وتأسيس وإنشاء العديد من المؤسسات الوطنية الدستورية للدولة واختيار العناصر الوطنية الكفؤة لإدارتها من ابناء الوطن المخلصين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو السياسية أو سلالاتهم الاجتماعية والأسرية كخطوة لإذابة وإزالة هذه الفوارق وإيجاد مناخ ديمقراطي راسخ لا يوجد في قواميسه اللغوية أي معنى لمفاهيم العنصرية والطائفية والطبقية أو القبلية والعشائرية التي كانت سائدة في عهود الظلام الإمامية والاستعمارية لما قبل الثورة. وربما كان السبب الرئيسي لتأخر تحقيق هذا الهدف هو ارتباطه الوثيق بمخلفات الإمامة والاستعمار التي كانت ترتكز على مبدأ "فرّق تسد" والتي ما زال العمل قائماً لإزالتها والتخلص منها كونها أحد العناصر التي أسهمت إلى حد كبير في نشر ودعم ومساندة الكثير من الظواهر والعادات والتقاليد الاجتماعية المبنية على أسس عنصرية وطبقية وطائفية حتى في حالات الزواج بين أفراد المجتمع ، حيث عمدت المخلفات الإمامية إلى تقسيمه إلى فئات وطبقات وشرائح يعلو بعضها على بعض من حيث المكانات والمراتب الاجتماعية التي من شأنها خلق روح الحقد والكراهية والصراع الطبقي بين أفراد المجتمع الواحد وعدم الرضوخ لأهداف الثورة والجمهورية الداعية إلى تطبيق مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة للجميع دون استثناء. وبالتالي فإن جهود الدولة وطموحاتها لإزالة الفوارق والامتيازات الطبقية ما زالت قائمة ولن تسود أو يتحقق لها النجاح إلا بدحر المخلفات الإمامية والاستعمارية أولاً والقضاء عليها بصورة حاسمة وتطهير الأرض اليمنية من دنس أفكارها العفنة وعاداتها وتقاليدها المزرية وتنقية عقول الشباب والمفكرين والأدباء والمشائخ والأعيان من سموم تلك الأفكار الإمامية وتنظيفها مما قد يكون علق بها من تلك الشوائب والسموم والأفكار الهدامة التي لا تصلح إلا لمجتمعات الغاب وبث روح المحبة والإخاء والعدل والمساواة لتعم الفائدة والمصلحة على الجميع الذين يشاركون معاً في بناء الوطن وعزته وكرامته ودعم ومساندة خطى القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية «حفظه الله» باعتباره رجل الوحدة والسلام وباني نهضة اليمن من خلال ما يبذله من جهود ومساعٍ حميدة لدفع عملية التنمية والبناء والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وهو ما لاينكر فضله إلا جاحد ولا يدينه بالتقصير إلا منافق أو عميل وحاقد ، فالله والتاريخ خير شاهد وإلا كنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا والعياذ بالله أن نكون من الجاهلين.