إن الإصرار الذي يظهره البعض بهدف فرض نفسه وصياً على الآخرين دون أدنى قدر لمشاعر الناس الذين يزعم ذلك البعض أنه وصي عليهم، والأكثر أن هذا البعض الذي مازال يعيش عهد الشمولية واستعباد البشر يمارس باسمهم كل المنكرات. فلا يتوانى عن قطع الطريق ونهب المسافر وتصفيته جسدياً بموجب الهوية والتنكيل بالمواطنين وإرغامهم على القيام بأفعال تضر بمصالحهم اليومية وتؤثر على مصادر أرزاقهم وتعيق عجلة التنمية في تلك المناطق وتمنع مظاهر الحياة. كل ذلك من أجل أن يحصلوا على صورة مزيفة تنقلها وسائل الإعلام الخارجية بقصد الإساءة إلى الوحدة الوطنية، وإيهام المغفلين بأن ما يقومون به هو من باب البطولة. ومن ثم إيصال رسالة إلى الداعمين للأعمال التخريبية في البلاد بأن أولئك الأدعياء قد حققوا نصراً جديداً في مجال التخريب والإرهاب وينبغي على الداعمين دفع الثمن. إن أي ادعاء من هذا القبيل لا يعبر إلا عن الحالة المأساوية التي وصل إليها أدعياء الحراك التخريبي في مديريات من المحافظات الجنوبية. كما أن الصورة التي تظهرها لهم بعض الفضائيات المأجورة تعبّر بجلاء عن حالة التناقض، فقد كانت الصورة الأخيرة عن ما يسمى بالدعوة إلى العصيان واضحة وجلية تنفي الادعاء الباطل بأنه حراك سلمي. حيث ظهر مسلحو الحراك وهم يستخدمون السلاح ضد أصحاب المحلات التجارية لإرغامهم على إغلاق محلاتهم ومنع أصحاب العربيات والباعة المتجولين من كسب أرزاقهم. وكم كنت أتمنى على وسائل الإعلام الخارجية التي تدّعي أنها مهنية وموضوعية أن تظهر صوراً لأولئك المخربين وهم يقطعون الطريق، ويقتلون المواطنين لتكتمل الصورة ويعرف الشعب طريقه. ولئن كان الأدعياء الذين فقدوا مصالحهم بعد الوحدة قد مارسوا تلك الأساليب التي لا يقرّها دين ولا أعراف، ولا تعبر عن أبناء اليمن وسلوكياتهم الحضارية؛ فإن على العقلاء أن يدركوا أن تلك الأعمال لا تخلف إلا الحقد والثأر، ولا يمكن أن تكون تلك الأفعال الإجرامية تعبيراً سلمياً. بل لا يمكن أن يقوم بذلك الفعل الذي أساء إساءة بالغة إلى سمعة أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه، ولا يقوم بذلك الفعل إلا حاقد مأجور لا يعترف بوطن، فاقد لهويته وبائع لضميره، لا يتعامل إلاَّ مع الشيطان، فهل آن الأوان لوضع حد لمثل هذه الأعمال، وحماية المواطن من هذا الطيش؟!. نأمل من العقلاء أن يقدّروا المسألة الوطنية حق قدرها بإذن الله.