كيف يفكر الذين يدعون إلى ما أسموه بفك الارتباط؟ وهل أولئك النفر على قدر عال من الإدراك لأمانة المسئولية وعلى درجة كافية من الوعي؟ ألا يدرك أولئك النفر المغرر بهم أنهم يسيرون في طريق مظلم لايعرفون نهايته المهلكة؟ ثم حال وحجم التأثير الذي وقع عليهم حتى جعلهم يلغون عقولهم ويتحولون إلى مجرد أدوات يسيرها أعداء اليمن بالريموت كنترول؟ ألا يكون فيهم عاقل يدرك أن فعلهم المشين يسيء إلى تاريخ المناضلين والشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوحدة اليمنية؟ ثم كيف لهؤلاء المغرر بهم والمخدوعين أن يتحدثوا عن مشاريعهم الانفصالية وهم يعلمون علم اليقين بأن ذلك الفعل المثير للفتنة ليس مشروعاً نهضوياً يحقق حلم الجماهير؟ ألا يدرك أولئك أن أفعالهم الإجرامية والإرهابية قد خلقت الرفض المطلق لدعاة الردة والانفصال لأن تلك الأفعال الإجرامية ذكرتهم بالماضي المأساوي الذي مارسته نفس الوجوه والأدوات ضد أحرار الشعب إبان تواجدهم على رأس السلطة لمدة تجاوزت سبعة وعشرين عاماً لم يقدموا خلالها للشعب غير الجرعات الدموية التي راح ضحيتها آلاف القتلى، ثم بأي منطق يظهر هؤلاء المغرر بهم في الشوارع وهم يمارسون القتل والتدمير ضد أبناء الشعب؟ وأي عقل يقبل بمن يمارس القتل والنهب والسلب ويستخدم القوة لمنع المواطنين من كسب عيشهم اليومي؟ إن التفكير بتأنٍ وحكمة وموضوعية وأمانة وإخلاص سيخلص إلى نتيجة مفادها: أن من يقوم بأعمال التخريب والنهب والسلب وقطع الطريق وقتل الإنسان لايمكن أن يركن عليه أو الوثوق به في المستقبل، لأن فعله يدل على استعداده لممارسة المزيد من الإجرام والإرهاب والاستعباد في حالة وصوله إلى تحقيق أهدافه الشيطانية لاقدر الله، بل إن التفكير الموضوعي الأمين يصل إلى نتيجة أخرى أكثر وضوحاً وهي: أن هؤلاء الأدعياء لايحملون مشروعاً حضارياً إنسانياً على الإطلاق وأن مشروعهم هو ماهو موجود على الأرض من قتل وسفك للدماء واعتداء على المواطنين ومنع الناس من كسب العيش الحلال وملاحقة الناس في مصادر أرزاقهم ليقتات القتلة وقطاع الطرق منها، أفلا يدرك أولئك العقل ويسعون إلى توعية المغرر بهم من سوء فعلتهم؟؟ ذلك مانأمله من كل الخيرين المواطنين الشرفاء بإذن الله.