يظل الصوت النشاز منبوذاً من المجتمع لا ينطق إلا بالخراب والدمار على الناس ويقلق السكينة العامة ويعرض السلم المجتمعي إلى الخطر، لأن ذلك الصوت لايدعو إلى الخير والسلام بل هو نذير شؤم على البلاد والعباد وباعتباره بوقاً لإقلاق الأمن ومنع التنمية ليجعل المناطق التي تظهر فيها تلك الأبواق المأجورة خاوية على عروشها ويقضي على مظاهر الحياة الآدمية فيها لايسكنها إلا الشيطان وأعوانه الذين باعوا ضمائرهم لأعداء الثورة والجمهورية والوحدة، ذلك هو حال من يطلقون على أنفسهم حراكيين، الذين أعلنوا عن مشروعهم التمزيقي الانفصالي بمحاولة العودة إلى ماقبل الثاني والعشرين من مايو 1990م، أولئك الذين فقدوا مصالحهم عقب قيام الجمهورية اليمنية ، لأنهم يعيشون في وهم البقاء الدائم يستعبدون الناس من أجل بقائهم هم وحدهم دون غيرهم ومن لم يطعهم بالترغيب المزيف والكذب المغلف فإن عليه أن يطيعهم بالقوة، وقد افصحوا عن ذلك النهج القديم الجديد من خلال إرغام الناس على تأييد نهجهم الشيطاني. إن أولئك النفر الذين التهوا فترة خمسة عشر عاماً خارج حدود البلاد في فنادق راقية يعبثون بما نهبوا من أموال الشعب في حرب صيف 1994م، صحوا بعد العبث والبذخ على نفاد أموال الشعب المنهوبة، ولأن الطريق قد أصبحت مغلقة أمامهم في الخارج ولم يعد أحد قادراً على تلبية وتمويل نفقاتهم الخيالية، حاولوا من جديد العودة للتحكم في رقاب الناس الأحرار، ويبدو أن إبليس اللعين أوحى إليهم أن الطريق الشيطاني الذي يمكن أن يوصلهم إلى ممارسة إجرامهم هو إغراء ضعفاء النفوس بما تبقى لديهم من المال المنهوب لإحداث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، بل لأنهم غير قادرين على تمويل خطة التخريب في اليمن فقد أوعزوا إلى ضعفاء النفوس بأن النهب والسلب أحد مواردهم المالية، فصدق المغرر بهم ذلك المشروع وبدأوا يعيثون في الأرض فساداً ونهباً وقتلاً وسلباً ظناً منهم بأن الشعب لن يكتشف خططهم الإجرامية والإرهابية. إن الشعب من أقصاه إلى أقصاه يدرك بأن من يقفون خلف الحراك الانفصالي ليس لهم من هدف غير محاولة العودة من جديد للتسلط على رقاب أبناء الشعب ونهب ممتلكاتهم ومصادرة حقوقهم التي اعادتها إليهم الوحدة، ولأن الأمر كذلك فقد رفع الجميع شعار الوحدة أو الموت من أجل الحرية والكرامة والأمن والاستقرار، فهل يدرك المغرر بهم بأن إرادة الشعب لاتقهر ؟! نأمل ذلك بإذن الله.