قابلت عدداً من الإخوة في محافظتي أبينولحج الذين عبّروا عن استيائهم من الأعمال الإرهابية التي قامت بها عناصر الحراك التخريبي في مديرية مودية من اعتداء على المواطنين وإطلاق النار على محلاتهم التجارية وخصوصاً أبناء المحافظات الشمالية، بل إن الأمر لم يقتصر على ذلك؛ فقد أقدمت عناصر الحراك التخريبي على إغلاق مدرسة معاذ بن جبل. وأقدمت كذلك عناصر التخريب في محافظة لحج على إغلاق مدرسة عمر بن عبدالعزيز، وإنزال علم الجمهورية، ومارس المسلحون الحراكيون همجية لا نظير لها ضد المواطنين ألحقت أضراراً بالغة بممتلكاتهم وأرزاقهم. إن أعمالاً كهذه لا يمكن أن يطلق عليها إلا أنها إرهابية عدوانية همجية غوغائية لا تعبر عن أبناء تلك المحافظات الأُصلاء والنبلاء والشرفاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الثورة والجمهورية والوحدة. بل إن مثل هذه العناصر الهمجية لا تعبّر عن أصالة الإنسان اليمني الحضاري الإنساني الذي عرفه التاريخ القديم والمعاصر، وإنما تعبر عن النزعة العدوانية لهذه العناصر وعن الحقد الدفين على وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد. وبمعنى أكثر وضوحاً؛ إن هذه الأفعال الإجرامية والإرهابية تعبّر عن الفكر الدموي العنصري الذي تؤمن به هذه العناصر ومن يمولها. كما تعبر عن عدم رغبة هذه العناصر الحاقدة في التعايش مع بني البشر، ويتضح ذلك من تنكر هذه العناصر المأجورة للهوية الوطنية. فهي تقول بصريح العبارة إنها لا تعترف بأنها من اليمن؛ وهو ما لم يقله يمني أصيل عبر مراحل التاريخ السياسي القديم والحديث، إلا إذا استثنينا العناصر المأجورة التي ظهرت إبان الاستعمار البريطاني التي تنكرت ليمنيتها وألحقت نفسها بالتاج البريطاني. فإذا كانت هذه العناصر من نفس السلالة؛ فإن تراب اليمن طاهر كماء البحر لا يقبل إلا بما هو طاهر. وعلى أولئك النفر المغرر بهم الذين يتسلمون أثمان أعمالهم التخريبية إرضاءً للحاقدين الذين يمولون تلك الأعمال الإرهابية؛ فإننا نقول لهم: عليكم أن تدركوا أن كنوز الأرض كلها لا يمكن أن تنفعكم، وإن وطنكم اليمن أغلى من كل الإغراءات، وعليكم أن تعودوا إلى جادة الصواب قبل أن تلطخوا أيديكم بدماء إخوانكم فتقتلون أنفسكم بأنفسكم. كفى عبثاً وتخريباً لمقدرات الوطن، فهل تدركون ذلك قبل فوات الأوان؟!. نأمل ذلك بإذن الله.