بعد صراع طويل مع المرض استمر نحو عشر سنوات انتقل إلى الدار الآخرة الكاتب والصحافي الكبير يوسف الشريف أحد أبرز القامات الصحفية والإبداعية العربية السامقة والخبير المختص في شئون وقضايا اليمن والسودان وبلدان القرن الإفريقي وواحد من أبرز فرسان الكتابة الساخرة وأدب الرحلات . هو أحد الخبراء والمراجع التي دوّنت ووثّقت يوميات وملاحم من تاريخ الثورة وشئون اليمن والسودان والقرن الأفريقي من خلال معايشته وانشغاله في متابعة مجريات الأحداث وقربه منها وتخصصه المهني الذي أتاح له الاطلاع والبحث عن الحقائق والمعلومات التي كانت تدور رحاها على الساحة العربية وخاصة فيما يتعلق بثورة 26 سبتمبر وحرب أوجادين بالصومال والصراعات والتمردات والانشقاقات المسلحة في السودان والقرن الأفريقي، إذ استطاع من خلال عمله كمحرر عسكري في مجلة (روز اليوسف) أن يكون شاهداً ومعاصراً لهذه الأحداث والمنعطفات إضافة إلى حرب 56 وانتكاسة 67, وانتصار أكتوبر 73 . لقد جمع يوسف الشريف بين السياسة والاجتماع والفن والأدب وواكب أحداثاً ومتغيرات مختلفة ووثّق بالكلمة والمعلومة تحولات عدة في منطقتنا العربية وأستطاع أن يتبوأ مكانة متميزة ومرموقة باطلاعه وتتبعه لمجريات القضايا وإرهاصات التحولات وتفاصيلها على الساحة العربية، ساعده في ذلك قربه وانفتاحه وعلاقاته المباشرة مع كبار المسئولين من سياسيين وزعماء عرب وأفريقيين فضلاً عن مشاهير الثقافة والأدب والفن . ? وبالإضافة إلى ما عرف به من خبرة ودراية بالمعتمل في الشئون والقضايا العربية وتطوراتها فإنه أيضاً شخصية موسوعية فذة متعددة المواهب والاهتمامات والقدرات ورجل موقف محبُّ للحياة وكاتب ساخر متفنّن ومتمكن بأدواته وتنوعه في الكتابة ما بين السياسة والفن والتراث والاجتماع وأدب الرحلات، إذ أنه يعد واحداً من ظرفاء الأدباء في مصر الذين يشار لهم بالبنان، كما أنه صحفي وكاتب متميز كتب مئات المقالات والدراسات عن اليمن والسودان وله عدة مؤلفات من أبرزها " خبايا القاهرة" مع أحمد محفوظ , و"ظرفاء الزمن الجميل" و " مما جرى في بر مصر" و" القديس" عن العندليب والمخرج والموسيقار عبد الرحمن الخميسي و"زكريا حجاوي: موال الشحن في عشق الوطن" و" اليمن وأهل اليمن: أربعون زيارة وألف حكاية " و" السودان وأهل السودان : أسرار السياسة وخفايا المجتمع " و"كامل الشناوي آخر ظرفاء ذلك الزمان"، و"صعاليك الزمن الجميل" . ويوسف الشريف الذي تخرج من كلية الحقوق بدأ حياته الصحفية في «روز اليوسف» ، مع السيدة فاطمة اليوسف وإحسان عبد القدوس وهي المدرسة الصحفية العربية الرائدة التي عمدته بالمهنية العالية ونجح كمحرر عسكري فيها متخصص في شئون اليمن والسودان والقرن الأفريقي فقد كان منصفاً وأميناً في استقراء ونقل الأحداث ومحايداً في التعليق عليها وتحليلها استحق وسامي الثورة والوحدة من قيادة بلادنا ..يكفي يوسف الشريف فخراً أنه كان مقصداً لكل من يريد أن يزداد معرفة بشئون وقضايا اليمن والسودان. [email protected]