شيعت أمس جنازة الكاتب الصحفي الكبير وأحد رموز الكتابة الساخرة في مصر يوسف الشريف من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة. وقد توفى الكاتب العربي يوسف الشريف عن عمر يناهز ال80 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان استمر نحو ست سنوات. وتخرج يوسف الشريف في كلية الحقوق وبدأ حياته الصحفية في روزاليوسف، مع السيدة فاطمة اليوسف وإحسان عبد القدوس وتخصص في شئون اليمن والسودان والقرن الأفريقي، وحصل على وسام العلوم والفنون من مصر، والنوط الفضي ووسامي الثورة والوحدة من اليمن، ومن أهم مؤلفاته: «السودان وأهل السودان- أسرار وخفايا المجتمع»، «كامل الشناوي آخر ظرفاء ذلك الزمان»، و«صعاليك الزمن الجميل» ، و«مما جرى في بر مصر». ويقول عبدالله السناوي - رئيس تحرير جريدة العربي - إن الشريف هو آخر «الصعاليك العظام» في عالم الصحافة، مضيفاً أنه من أهم الخبراء في مجال الشئون العربية خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أنه كان مقصداً لكل من يريد أن يزداد معرفة بشئون اليمن والسودان، لذلك فرحيله خسارة كبيرة لصحافة الشئون العربية. اشتهر الشريف بقدراته الفائقة فى فهم القضية السودانية، والقضية اليمنية، وكان من أبرز الصحفيين المصريين ارتباطًا بالقيادات السياسية فى البلدين.. وعبر أكثر من أربعين زيارة قام بها إلى اليمن منذ ستينيات القرن الماضى، وأكثر منها إلى السودان، قدم اجتهاداته فيما يتعلق بالبلدين، ووضع خلاصة شهاداته عنهما فى كتابين رائعين الأول :” السودان وأهل السودان”، والذى قال عنه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل:” إنه من أهم الكتب التى صدرت عن السودان”، وكذلك كتابه «اليمن.. اربعين زيارة والف حكاية» والذي نشرته صحيفة الجمهورية وفيه يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن مساندة عبد الناصر للثورة اليمنية. لم يصرف اهتمام الشريف بالسودان واليمن عن اهتمامه بما يمكن تسميته بالتأريخ الشعبى، والذى شمل تناول سير شخصيات هامة مثل الكاتب والشاعر الراحل كامل الشناوى، والذى يكشف فيه عن سر تأليفه قصيدة “لاتكذبي” التى كانت طرفها الفنانة الكبيرة “نجاة” وتغنت بها، كما تناول سيرة الشاعر عبد الرحمن الخميسى فى كتاب بعنوان “عبد الرحمن الخميسى .. القديس الصعلوك “، بالإضافة إلى كتابه “صعاليك الزمن الجميل”، وهو الكتاب الذى تحدث فيه عن الكاتبين الكبيرين محمد عودة، ومحمود السعدنى، وآخرين. أما كتابه الجميل:” مما جرى فى بر مصر” فيروى فيه حكايات جميلة عما رآه فى زمن الفتوة، وقصة مشاهدته لجمال عبد الناصر وهو شاب صغير قبل قيادته لثورة يوليو 1952م.