لا يخفى على الجميع الأوضاع التي تمر بها اليمن هذه الأيام والتداعيات التي نتمنى ألّا تأخذ مدىً أكبر من حجمها سواءً ما يخص الحرب على القاعدة أمنياً وفكرياً أو ما تقوم به عناصر التمرد في صعدة أو ما يقوم به المجرمون والفوضويون من أعمال مخلّة في بعض المناطق الجنوبية تحت مسمى ما بات يعرف ب «الحراك».. والمتابع للأمر ومجرياته يلحظ الارتباط الوثيق بين الثلاثي الإرهابي واشتراكهم وتعاونهم جميعاً في الإضرار بمصلحة اليمن وسمعته أمام مرأى ومسمع الجميع.. وكل هذه الأمور من وجهة نظري ورغم صعوبتها إلا أنها لن تزيد اليمنيين الوطنيين الوحدويين واليمن إلا ثباتاً واستقراراً رغم كل الصعوبات التي تواجهها الحكومة . إنني ومن خلال قراءتي للوضع الراهن أرى أن هناك تحدياً كبيراً تواجهه اليمن في المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية وهذا شيء نُقرُّ به جميعاً ومن الصعب أن ننكره ، لكن من المفترض ألا يصل هذا الأمر إلى التشاؤم من المستقبل الذي نتمنى أن تستقر فيه الأوضاع.. فما نراه على وجوه الكثير من الناس وبخاصة النخبة والمثقفين وأصحاب الرأي وما يتم نشره على صدور الصفحات والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية من تشاؤم لا مبرر له، شيء يستحق الاستنكار منا جميعاً ، لأننا لم نصل إلى مرحلة اليأس الذي من الممكن أن يُحطم كل ما تحقق من إنجازات منذ قيام الثورة مروراً بالوحدة وإلى اليوم والتي لا ينكر وجودها على أرض الواقع إلا جاحد ، والأمور لا زالت تحت السيطرة ، وما تبذله القوات المسلحة والأمن من جهود في حفظ الأمن والاستقرار في المجتمع ومكافحة الجريمة والإرهاب أمر يستحق الشكر ، ومن يتحدث عن وجود أي قصور في بعض الأمور فهذا شيء طبيعي لأن الكمال لله وحده ، والقصور يوجد حتى في أرقى دول العالم ، ويجب ألا نرمي بكل الأعذار والتقصيرات على جهةٍ بعينها أو مسئول بعينه ويجب أن نتحمل ذلك جميعاً ، لأن بناء المجتمعات ووصولها إلى مرحلة التقدم والازدهار سياسيا واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً وفكرياً لا يُمكن أن يتحقق دون إرادة حقيقية تبدأ من البيت أولاً مروراً بالمدرسة ثم المجتمع ووصولاً إلى القمة ما لم فإننا لن نتطور أبداً ، ولا يمكن أن تُبنى الأوطان بيدٍ واحدة وكما يقول المثل الشعبي الشهير "يد واحدة ما تصفق" ، لذلك يجب أن نكون واقعيين أكثر في كل ما نطرحه من قضايا تخص الوطن وعدم تحميل المسئولية طرفاً على حساب طرف آخر . إنني على ثقة كاملة بأن ما يجري اليوم على الساحة اليمنية ليس إلا سحابة صيف وستنجلي عما قريب وستعود كل الأمور إلى مجاريها ، وسينهزم كل أصحاب المشاريع الصغيرة التي يديرها كل من باعوا ولاءهم ووطنهم ، مع التشديد على أن تقوم كل الجهات الحكومية بدورها وعلى رأسها هيئة مكافحة الفساد التي أًنشئت منذ فترة ونتطلع جميعاً إلى أن نرى لهذه الهيئة دوراً هاماً في محاربة واستئصال الفساد المالي والإداري الذي يشكو منه الجميع . إن الجميع يُعوّل كثيراً على ما سيتم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد قريباً تحت قبة مجلس الشورى ، والذي لا بد أن تتوحد فيه الجهود من أجل إنجاح أعماله بكافة الأشكال ، وذلك لما سيترتب عليه من نتائج من المؤكد أنها ستكون في صالح اليمن ، وتحميل كل من يسعى إلى شق الصف كل المسئولية وذلك لأهمية الحوار وصعوبة المرحلة . في الأخير أقولها بكل صدقٍ ووضوح: إنني لست متشائماً مثل البعض ولكنني متفائلٌ بالمستقبل القريب الذي سيكون بإذن الله مستقبل الرخاء والتنمية والاستقرار .. ومتفائلون رغم كل التحديات .