قبل انعقاد مؤتمر لندن الدولي لدعم الجمهورية اليمنية في حربها ضد الإرهاب الثلاثي تعالت الأصوات وخرجت الجرذان تبحث عن بقايا طعام في أزقة ومزابل العواصم الأوربية، وأوحت إلى كلابها الضالة بالنباح والعوي فأمطرت الدنيا صياحاً ونباحاً حتى ظننا إن القيامة قد أوشكت على القيام، وان المسيح الدجال قد خرج إلى الدنيا، وهو فعلاً كذلك فها هو الأعور الدجال علي سالم البيض يظهر بين الحين والآخر داعياً مليشيات 13 يناير86م للخروج إلى الشوارع لتمارس القتل والحرق والتخريب والتي تبعها الغاوون. من المعروف في العالم أن الدولة تقوم بواجبها الدستوري والقانوني تجاه مواطنيها وذلك من خلال توفير الأمن والسكينة العامة لهم ومحاربة الجريمة والتصدي لها قبل وبعد وقوعها، وما يحصل في بلادنا اليوم يندى له الجبين وتدمع له العيون، فهناك شِلل وعصابات استغلت الوضع الأمني المتراخي بسبب التمرد والفتنة وانشغال الجيش والأمن في القضاء على المخربين والإرهابيين في صعدة، وكذلك مراعاة الدولة لظروف أخرى وتغاضي أجهزة الأمن أو غض الطرف عن أفعال وأعمال تخريبية وإرهابية تقوم بها بعض العصابات التي امتهنت الشغب فظنت هذه الجماعات أن الأجهزة الأمنية ومعها الحكومة تقف عاجزة عن القيام بردعهم وضرب أياديهم وأيادي العابثين بالأمن والسكينة العامة وتأمين الطرق والمدن والقرى. إن هؤلاء الذين يقومون بعمليات الاختطاف والقتل بالهوية وإشاعة الخوف والقلق بين أوساط المواطنين ويمتهنون التقطع على الطرق العامة هم مجرمون في الأصل وإذا قامت الدولة وأجهزتها الأمنية بمتابعتهم فهذا من حقها القانوني والدستوري فهم قد اتخذوا الأعمال التخريبية وسيلة لتنفيذ جرائمهم ضد المواطنين لمجرد أنهم من محافظات أخرى ومما زاد في غيهم وشجع تصرفاتهم الهمجية ضد المواطنين الأبرياء هو تهاون الأجهزة المعنية معهم وعدم ملاحقتها لهم وإلقاء القبض عليهم ومعاقبتهم على جرائمهم التي ارتكبوها وظلوا بعيدين عن العدالة فزادوا في جرمهم وطغيانهم. لم نعد اليوم قادرين على تحمل الفوضى والانفلات الأمني وغياب الدولة ونوم أجهزتها الأمنية في محافظات مهمة وحيوية تعد مرتعاً خصباً لانتشار الجريمة وإيواء المجرمين، ولم نعد نستطيع سماع الأسماء النشاز التي تظهر لنا بين الحين والآخر داعية إلى الفوضى والعنصرية والمناطقية والذين يجوبون شوارع المدن الرئيسية في بعض المحافظات محرضين على الفتنة الطائفية والمناطقية كما حصل في الأيام السابقة القليلة في حبيل جبر وردفان ويافع والضالع وقبلها في زنجبار وجعار أبين وكما يحصل من قبل مدعيي “المشيخة” في شبوة وغيرها من المناطق اليمنية المعروفة في مثلث الشر”مأرب الجوفوشبوة”.. انعقد مؤتمر لندن وحضرت الدول المعنية بمحاربة الإرهاب وأعلن المؤتمرون تأييدهم لوحدة اليمن أرضاً وإنساناً وانكسرت أحلام الخونة الذين كانوا يراهنون على عمالتهم ضد الوطن؛ ولكن ماذا بعد مؤتمر لندن؟ فهل الدولة ستقول لهؤلاء المارقين والمرتزقة من إرهابيين وخارجين عن النظام والقانون أنها موجودة؟ وهل الأجهزة الأمنية ستجعل هؤلاء يعرفون أن الدولة موجودة وأنها قادرة على حماية اليمن ومواطنيها؟ إننا نتمنى أن نرى هؤلاء وراء القضبان لتقول العدالة بحقهم قولها الفصل ويأمن الوطن والمواطنون من شرهم وشرورهم..!