نقطة واحدة وضعها على حروف العمل القضائي أول قاضٍ، هو القاضي محمد عبدالله الجبوبي، رئيس محكمة جنوب شرق أمانة العاصمة بقوله لملحق «قضايا وناس» في جريدة (الثورة) الغراء يوم الأحد الماضي إن أمناء السر بكتابة مسودة الأحكام مخالفة جسيمة على القاضي. فقد كان بهذا الكلام أشجع قاضٍ في كشف خلايا ما يسمى ب«أمناء السر» المعشعشة في المحاكم الابتدائية والاستئنافية وربما المحكمة العليا ومجلس القضاء والتي دوخت المتنازعين وكلفتهم أحياناً تآكل ممتلكاتهم وليس القضايا المحدودة التي هي جزء من الممتلكات وحياتهم في بعض الأوقات، بدليل أن بعض حوادث القتل قد ارتكبت في وزارة العدل وأمامها بسبب تلاعب أمناء السر وبعض القضاة الذين اعتمدوا عليهم وهم يعرفون أنهم يرتكبون مخالفات جسيمة يحمل وزرها في النهاية القاضي أو القضاء مع كل قضية من هذا النوع!!. لقد كشف القاضي الجبوبي حقيقة كان الكثير منها أو من تفاصيلها لا تصل أحياناً إلى آذان التفتيش القضائي بالرغم من الشكاوى التي لا تنقطع مباشرة من المشتكين أو عبر الصحف في شكل مناشدات لوضع حد لهذا أو ذاك من أمناء السر الذين يتحولون إلى وكلاء ومتعصبين لطرف من أطراف النزاع، بل جواسيس ينقلون تحركات غرمائهم لهم عبر الهاتف السيار في السنوات الأخيرة!!. ومما شاهده أحد الأشخاص أن أحد أمناء السر خرج للنظر في موضوع بين طرفين؛ فإذا به ينقل إلى القاضي غير ما حصل من تهديد أحد طرفي القضية في نفس مكان النزاع، وشهد زوراً، وحلف كما حلف صديقه من بعده أن الأول لم يسمع كل الكلام ولم ير محاولة الاعتداء، والثاني بأنه لم يأخذ شيئاً. وقال شخص آخر إن أمين سر في دائرة جزائية بإحدى المحاكم عقد جلسة بناء على طلب الطرف المغالط دون أن يبلغ الطرف الثاني بحسب النظام، ولولا أن محامياً قال له ذلك أثناء سؤاله عن ذلك الأمين غير الأمين، فلما احتج عليه أبدى استعداده لإرسال جندي ويفتح محضر جلسة في أقرب وقت كما لو كان هو القاضي. وقبل أن يفعل أي شيء أو يسجل أن ذلك الطرف قد حضر؛ طلب حق القات فأعطاه ألف ريال، فرفض استلامها قائلاً: أنت ما قد شارعتش يا بخيل؛ لكن ما عليش؛ زيد ألفي ريال، ونادى على الجندي الذي كلفه بإحضار الطرف المطلوب، قال له: روح معهم يدلوك على بيت غريمهم، وخذ منهم أجرتك ألفي ريال، فهم بخلاء جداً، وقال إنه لم يصدق ما رأى وما سمع وأمام حشد من المشارعين!!. وأكبر الظن وعظيم الأمل أن يكون معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس المحكمة العليا ومعالي وزير العدل، ورئيس التفتيش القضائي قد قرأوا ما ذكره فضيلة العلامة، رئيس محكمة جنوب شرق أمانة العاصمة، فهو مفيد لهم قبل غيرهم ومعهم الدكتور عبدالله العلفي، النائب العام.