قالت لي بنتي ماذا لو منحوك جائزة نوبل؟ أجبت إنها فتنة من طرفين، المال والشهرة، فالمال خضر حلو فاسد مفسد، والشهرة قاتلة يظن صاحبها أنه ملك مفاتح الغيب وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا يحيط بها علماً؟ مع أن صاحب الجائزة يكون قد فتح الله أمام عينيه سراً بسيطاً من بحر لجي من أسرار الكون .. وهذه هي قصص العرب المسلية مع من تصدقوا عليهم بالجائزة .. وتبقى ثلاث إشارات استفهام كبيرة بحجم بناية على قصة جائزة نوبل؟ توظيفها؟ ولجنة التحكيم فيها ومن أي ملة ونحلة هم؟ ومن أي بلد من سيقع عليه ختم المسك بالتمام؟ والأهم هل رضيت عنه بنو صهيون؟ فمثلا (مناحيم بيجن) المجرم من مؤسسي عصابات الهاجانا ومنفذي مجازر دير ياسين في فلسطين والمطلوب للعدالة الدولية مع إسحاق شامير مفجر فندق داوود في القدس وقاتل الدبلوماسي البريطاني، ومعه السادات لابد من تخصيص جائزة نوبل للثنائي المرح! أليس الأمر فكاهياً جداً؟ ومثل كسَّار العظام (عظام الفلسطينيين طبعاً) اسحق رابين المقتول بيد عمير يجب أن يمنح جائزة نوبل للسلام بيد ملك السويد بالتخصيص مع ابتسامة رأسمالية بأسنان دراكولا. أما نبي السلام غاندي فغير مرضي عنه ولا يمنح جائزة نوبل للسلام لأن اللجنة بكاملها كانت تعطس من الرشح فلم تستطع التركيز ولم تجتمع تلك السنة؟ أليس الأمر مضحكا؟ والحاصل فمن يتتبع خرافة جائزة نوبل يعرف أنها سياسة من اللحم للعظم والجلد والأظافر والأنياب؟ ونأتي إلى أحمد زويل الذي مكنته التكنولوجيا الأمريكية أن يحقق ما يحقق عشرات الآلاف من الأمريكيين على مدار الساعة كما تلد ملكة النمل النملات؟ لا اجتمع بعربي إلا ويلهج بسيد الخليقة أحمد زويل، ولا أجتمع بشخص فأذكر لوناً من الفنون إلا وهبط علينا زويل بدون زوال، ولعل هذه المقالة أيضا ستمر على بعض إخوتنا فيحرفوها؛ فتموت مقتولة بكل فنية، كما يقولون (ما تخرش منها المية). وبالطبع سوف تحمرّ أنوف كثيرة لهذه المقالة ولكن ليس مثل الوعي نوراً، وليس من مقدس مثل الوعي والتبصير والتنوير. وأنا ليس عندي ضد الرجل شيء سوى أنني أريد أن أهبطه من رتبة القدسية، وأزيل عنه نور الإلهية، وأحذف عنه النبوة الكاذبة؟ فهو بشر ممن خلق لا أكثر ولا أقل، يخطىء ويصيب، ويسقط ويهوي في مستنقعات الرذيلة كما يقول ديكارت إن أعظم النفوس عندها استعداد لارتكاب أقبح الرذائل، هو يأكل ويتبول، وتوجعه أسنانه ويحتاج إلى طبيب أسنان ودكتور بولية للبروستات وقلبية للضغط والسكري؟ وبالطبع فإن الكاتب المدفون (نجيب محفوظ) بدون حفظ وتحفظ القصصي المصري، أخذ جائزة نوبل، لأنه كان مع وفد السادات مشاركاً في الحج الأكبر إلى بيت بني صهيون، كما حج أوباما الأسود من بعد قبل أن يدخل البيت الأبيض، فاعتمر القلنسوة السوداء وزادته فوق سواده سواداً، وهز برأسه وقلنسوته فباركه الحاخامات وسياسيو بنو صهيون المردة. وكل حزب بما لديهم فرحون. جائزة نوبل إذن للسلام ليست للسلام بل للخصوم والخصام وللمرضي عنهم، وحاليا سمعت عن مثقف من جماعة الحداثية والحداثة، أنه يسعى بذراعه وكوعه إلى بني صهيون بكل سبيل، كي يرضوا عنه، وعسى أن يكافئوه بالجائزة السنية !!.. إنها أيام شحار وشجار وسواد وحلاك وهلاك في تاريخ العربان الغربان .. وهم يحملون أوزارهم على ظهروهم إلا ساء ما يزرون .. فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم المنافقين .. ونأتي إلى شمس زويل التي لا تعرف الزوال وتشرق من الغرب ضد قوانين الدوران! لأن أحمد زويل حصل على جائزة نوبل فوجب أن يكون كلامه وحياً ومفرداته معلقات العرب العشر للعصر العربي البائر التالف الهابط .. وما تفوه به توحي به الشياطين يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ولأن هزيمة العرب ليس لها حدود؛ فقد جاء الوحي الإلهي بالنصر المبين من رجل علم كل ما فعله هو أنه فاز بجائزة تقوم على التقنية الغربية؟ ولذا فكل ما قاله زويل زائل ويزول، ومنها كل مفردات الزوال من زوال الشمس حتى دلوكها شمس مشرقة من معاني الفهم وتنزيل الوحي. إننا أمة لا مستقبل لها طالما كان شعراؤها وكتابها ومثقفوها من هذا الطراز ، وهو موضوع يصلح لمقالة عن هزيمة عميقة لا يوقفها بحر وسهل وخندق وسور. ولو ولد وعاش زويل في الصعيد لكان راعي حمير أو خرفان أو أستاذ جامعة يتثاءب الطلبة في محاضراته ويكش الدبان ويطارد البعوض... أما الآن فهو نبي العرب الجديد وشمسهم المزيفة المشرقة، والرجل نصف مثقف وفي الغرب من أمثاله ينتج كل ساعة ما تنتجه ملكة النمل؟ هل تعلمون كم تنتج ملكة النمل من النملات يومياً؟ 29500 بالضبط ... في السنة عشرة ملايين و850 ألفاً في عمرها الممتد عشرة إلى عشرين سنة تنتج 150 مليون نملة. وهكذا ففي أمريكا والغرب ينتج من أمثال وأشباه وأضراب زويل وزائل وزوال كما تنتج ملكة النمل بدون زوال .. أما زويل عندنا لأن رحم أمنا عقيمة فهو موديل ملكي، لسانه رباني، ولحمه عدناني وكريات دمه مدموغة دمغة رسولية بالتأكيد، وشَعره نبوي وشَعره فرعوني من سبط توت عنخ آمون وحتشبسوت، ونطقه فوق الإلهي بربع درجة سنتيجراد. وهو في الحقيقة موديل أمريكي أصلي، فالقوم عندنا لرؤية سحنته يشهقون، ولوحيه يسمعون وقد علا رؤوسهم الطير وانفتحت أفواههم وانخلعت فكوكهم السفلية، بما يسمح بدخول قبيلة من الذباب بدون الشعور بها المشكلة ليست عند زويل وزوال وزائل ويزول بل عند العقل العربي المنقرض الغائب عن شمس العلوم كما جاء في قصة كهف أفلاطون فبصره عشي ينبهر بنور شمعة، وضوء لمبة، وقدح عود كبريت، وإضاءة فانوس علاء الدين من أيام جحا وسفر برلك أيام العصملية؟ هل يمكن أن نحطم الأصنام ونكسر الأغلال ونكف عن إتباع الآباء ونوحد الله .. ما هو الجديد الذي أتى به زويل؟ المزيد من الأطباء (الحرفيين العميان) ومنافقي الانفوميديا من الإعلاميين من كل مسرف كذاب .. هذا ماطالب به زويل؟ يقول الإنجيل إذا كان النور الذي فيك ظلاماً فكم يكون الظلام؟ ويقول الإنجيل أعمى يقود أعمى الاثنان يقعان في الحفرة.