(2) ماذا لو كان هناك مبلغ قيمة بيت باعه صاحبه أو ديّة مسلمة إلى أهله, أو مرتب أسرة أو.. أو.. فخطفه هذا الرجل وأمثاله؟!. طبعاً الأمر معروف سيشعر المخطوف بكمية قهر بلا حدود، فلو أن الشارع منضبط ما حصل هذا الكلام, بل هذا الفعل. ولما أخبرت صديقي بما حدث لي في (جولة الاخوة بتعز) قال لي: لقد حدث لي الفعل نفسه في صنعاء؛ مع اختلاف في الأسلوب، أسلوب الخطف. خرج الرجل (ظهراً) لحاجة أسرة، وقف أمام البيت في الشارع يرد على صديق اتصل به.. مرَّ (سيكل نار) وخطف الراكب الهاتف من يد صاحبه وانتهى الأمر. لم يشأ صديقي إخبار عائلته كي لا يطلق عليه لقب ساذج أو (هبيلة) لكنه قال: تظاهرت الزوج وبقية الأسرة بالغضب؛ ولم يكن أمامي إلا الدعاء على الخاطف، واحدة من أسرته غادرت لتفرج عن ضحكة كظيمة: كيف يخطف أحدهم هاتفك من يدك يا (هبيلة) وأنت تتكلم؟!. هذا نموذج لأساليب كثيرة ليس آخرها أسلوب خطف حقائب النساء في الأسواق، و(السيكل النار) كالهيلوكس ضمن آليات فعالة للقتل والخطف معاً. قوائم من رجال البحث؛ فإما أنهم لا يقومون بعملهم على النحو المطلوب، أو أن المجتمع لا يقوم بتشجيعهم واحترام واجباتهم. ولعل هذا الأخير هو الوارد، مع أننا جميعاً نقدر دور رجل الأمن في كل المرافق، فرجال الأمن هم الذين يضبطون الجرائم (بعد) وقبل وقوعها، وهم الذين يضبطون المهربين والمخدرات، وهم الذين يسهرون على حياة الناس وهم نيام. المطلوب حملة توعية لإصلاح الخلل و(تمتين) العلاقة بين رجل الأمن والشارع والمجتمع عموماً، ولابد أن يشعر المجتمع بأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإذا حدث ما يعرّض السكينة العامة للخوف والقلق فلابد أن نكون جميعاً رجال أمن، وإذا حصل خطف إنسان لأي شيء من يد مواطن أو من جيبه، فعلينا أن نهب لنجدته ومحاسبة الجاني ونسلّمه إلى جهات الاختصاص. وإذا حصل خطف حقوق لأيتام أو ضعاف فعلينا أن نهب لنجدتهم كيلا يتفرد بعض الخارجين عن القانون بالغنيمة, عند ذاك سوف نحقق الانضباط للشارع اليمني.