(1) نظل نتابع الانضباط في الشارع اليمني, باعتباره ضرورة، ومفهوم الانضباط أن يكون متوائماً مع سلوك المجتمع الفاضل الذي يريده الإسلام والأعراف الجميلة. قبل أيام حدّثني صديق؛ ترك زوجه في السيارة ووضع تلفونه النقال جوار المقود، خرج ليشتري حذاء من مكان مقابل, مرَّ أحد المجرمين فخطف الهاتف ومشى، ماذا تصنع امرأة في هذا الحال؟!. أخبر صديقي بعض أصحابه بما حدث, فالخط الهاتفي(فوترة) كان الحادث يوم أربعاء عصراً, قالوا له: يوم السبت القادم نتصل بالشركة لسحب الخط. حاول صديقي الاتصال بالهاتف؛ أجابه أحدهم ودار الحديث على ما يأتي: - هذا التلفون هو للدكتور؟!. - نعم لقد اتصل به كثيرون. - كيف يستطيع الدكتور استرجاع هاتفه الذي هو معك الآن؟!. - يستطيع أن يجد الشريحة.. الشريحة معي لقيتها(تلمع) في بئر باشا. - ذهب الدكتور إلى محله(محل بيع هاتف). - أنت بالتأكيد الدكتور؟!. - نعم لو سمحت الشريحة. - تفضل. - ولكن سؤال: ألم يجد صاحبك التلفون (يلمع) بجوار الشريحة؟! استحى الدكتور أن يقول له: إنك خطفت الهاتف في(جولة الإخوة) كيلا يشعره بالحرج. شكر الدكتور (الذي هو أنا) للذي سلّمه الشريحة, مقدراً ضميري الذي قال لي إنه يؤنبه، داعياً له أن يصح بصره الذي لمح الشريحة (تلمع). هذا بلاغ للناس لينذروا به، وقد كان من المناسب أن تبلّغ جهات الاختصاص, ولكني أعلم أولاً ماذا سيحدث، وثانياً خشيت أن تذهب المروءة بين الناس, فلقد قدرت إن فعلت ألا يبلّغ خاطف هاتف آخر صاحبه بالشريحة. وعلى الله التكلان ومنه العوض, ولا سامح الله صاحبي، فأنا في أمسّ الحاجة إلى هاتفي يوم الحساب.