انعقدت القمة العربية ال22"قمة القدس" يومي 2728مارس المنصرم في مدينة سرت بالجماهيرية العربية الليبية الشقيقة دون بيان ختامي يتضمن قرارات الشجب والتنديد والاستنكار لما يقوم به الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين من أعمال قتل وإرهاب وحصار لأبناء الشعب الفلسطيني والاستمرار في إقامة المستوطنات وتهويد القدس والاستيلاء على المقدسات الإسلامية والاعتداءات على المسجد الأقصى.. لكن شيء من ذلك كما تعودنا في كل القمم العربية السابقة التي أصبحت تعرف ب"قمم الشجب والتنديد" ولم يصدر عن القمة الأخيرة في ختام أعمالها سوى وثيقة مميت ب"وثيقة سرت" والتي تضمنت قرار قادة الأمة العربية بتشكيل لجنة خماسية للإشراف على إعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك على ضوء المبادرة التي تقدم بها فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لإقامة اتحاد الدول العربية والاقتراحات والأفكار المقدمة من جانب الدول العربية ورؤية العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية بشأن إقامة الإتحاد العربي لتقديمها في القمة الاستثنائية المقرر انعقادها في أكتوبر القادم. إقامة الإتحاد العربي حلم يراود كل أبناء الأمة العربية من المحيط الأطلسي غرباً وحتى الخليج العربي شرقاً وهو ليس ببعيد المنال إذا توفرت الإرادة الصادقة لدى الأنظمة العربية فكل المقومات اللازمة لإقامة الإتحاد متوفرة فالأمة العربية أمة واحدة تجمعها الجغرافيا والتاريخ المشترك واللغة والعقيدة الواحدة.. فإذا كانت الدول الغربية وبالرغم من عدم وجود أية قواسم مشتركة تجمعها سوى المصلحة إلا أنها تمكنت من إقامة الإتحاد الأوروبي وبالمثل دول القارة الأفريقي التي انطوت تحت مظلة الإتحاد الأفريقي. القادة العرب في قمتهم الأخيرة بمدينة سرت الليبية أقروا مناقشة المبادرة اليمنية لإقامة اتحاد الدول العربية في القمة الاستثنائية في أكتوبر القادم وليس المهم لكن المهم هو أن تكون هناك نية صادقة هذا وتوجه جاد وإرادة قوية وإيمان عميق بأهمية قيام اتحاد الدول العربية وكما يقول المثل "كل تأخير فيه خير". نأمل أن يكون هذا التأخير فيه الخير الكثير وندعو الله أن يلهم قادة أمتنا العربية الرأي السديد ويوفقهم في الموافقة على إقامة الإتحاد في القمة الاستثنائية القادمة ونرجو أن تتوفر لقادة الأمة نفس الإرادة التي توفرت لدى قادة الدول الأوروبية عندما أقروا قيام الإتحاد الأوربي. نتمنى أن تكون الحكمة التي تحلى بها شيوخ الإمارات العربية المتحدة عندما أقروا إقامة الإتحاد الذي ضم جميع الإمارات في دولة واحدة "دولة الإمارات العربية المتحدة" بقيادة الزعيم الوحدوي الشيخ زائد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.. نتمنى أن تكون تلك الحكمة حاضرة في القمة العربية الاستثنائية القادمة لإقرار إقامة اتحاد الدول العربية.