أخذت بعض القوى والثقل المؤثر في خلق التوازنات قبيل الموعد المحدد لانتخابات اتحاد العيسي في نسخته الثانية.. ومن العجائب أن تفرض المصالح الخاصة ببعض الأندية على إدارييها تغيير مواقفهم المعلنة قبل أشهر، عندما شنوا جام غضبهم على شخصيات اتحادية.. وحملوها معظم المسئولية عن إخفاق مجلس الإتحاد المنتهية ولايته. وما يحز في النفس أن الذين تبوأوا إدارات أنموذجية، كما ينعتونها قد أصبحوا يكرسون الأساليب التي أعلنوا إدانتهم لها.. وانكشفت مواقفهم عن وجه آخر يتصادم مع الصورة المثالية التي لطالما ظهروا بها خلال الأوضاع وتجاه القضايا والمراحل التي مر بها اتحاد القدم.. فالذين انتقدوا بالأمس السياسة القائمة والمنظمة لمسار مجلس الاتحاد، وكالوا له التهم بعدم الأهلية، وتدمير الكيان الرياضي.. هاهم يبدلون مواقفهم، ويفتحون صفحة مع من وصفوهم بالمفسدين، ولأن المصلحة ستزج بمرشحهم في القائمة المدعومة، فقد كان سكوتهم أشبه بالموصوف أنه شيطان أخرس. إن اتحاد القدم هو واجهة التطور والتقدم لكرة القدم في بلادنا.. وإذا ما تمت انتخاباته على أسس الصفقات والمصالح بين الأندية المصنفة بالمتحكمة بالاتجاهات والنتائج فإن تشكيلة مجلس اتحاد الكرة ستضم المتناقضات وفسيفساء مشكل من الشركاء المتشاكسين، وهذا مؤشر واضح على أن الأزمات التي برزت في طريق اتحاد العيسي «النسخة الأولى» ستستفحل، وستكون أكثر ضراوةً بين أعضاء اتحاد العيسي «النسخة الثانية» وستسخر رياضة اليمن، والرابحون بلا شك هم الأندية التي بهررت، وتحالفت، وسكتت عن توجيه حتى الملامة لمن وصفتهم بالفاشلين، وهذه أفعالهم تدين أطروحاتهم وتصريحاتهم!! الانتخابات لإتحاد القدم نار يا حبيبي نار.. التربيطات على قدم وقلم.. والاتفاقات تشمل استمالة الأطراف المؤثرة بأصواتها لحسم التشكيل وصولاً إلى عضوية الإتحاد الجديد.. وإغراء مندوبي الأندية والاتحادات الممثلين عنها بإعطائهم وعوداً بمساعدة أنديتهم مادياً أو دعمها لوجستياً، أو إشراكهم في اللجان المنبثقة عن الإتحاد المنتخب وستمضي هذه الانتخابات بذلك متفقةً مع المثل الشعبي «دقدق بيته وعمر ثان» وترجمة للمثل اليمني أيضاًَ: «ديمة خلفنا بابها». التوجس حاضر.. والقلق في ارتفاع بعد انهيار منظومة الأندية المستقلة القرار، وارتضائها بالتقاسم على حساب المبادىء التي رفعت لافتات عديدة، وصرحت بعدم التخلي عنها.. لكن كما يتضح من الإرهاصات لانتخابات القدم، فإن المصلحة هي التي تحرك هؤلاء، وللأسف الشديد..فتلك مصلحة محصورة في نادٍ أو ناديين وشخصية أو شخصيتين، فيما ستفتك الأزمات بالكرة اليمنية، ولن نجد في أجندة هؤلاء الحرص عليها.. كما أن وجودهم في هيئة المجلس الجديد ستضعهم إلى جانب الفاسدين وغير المؤهلين حسب وصفهم. [email protected]