على مبعدة “90” ميلاً بحرياً من “رأس فرتك” غرب ساحل حضرموت، وفي يوم الاثنين 2 أبريل الجاري، كان طاقم القارب “بركات” حامل الرقم “285”،وهو من نوع “ العبري” والتابع للصياد عوض البرك الحداد، وعددهم أحد عشر صياداً، كانوا في رحلة اصطياد تمتد لأيام، حيث يصطادون عادة أسماك اللخم “ الفرش” وأسماك الأعماق. كانوا منهمكين في الصيد ولم يدر ببال أحد منهم أن مخاطر ستحدق به، باستثناء قلقهم من مباغتة القراصنة الصومال على حين غرة إلى أن ظهرت فجأة سفينة حربية ترفع العلم “الهندي”،ومع ذلك لم يعيروها اهتماماً لبعدها عنهم، فواصلوا عملية الصيد، وبعدها بدقائق حلّقت فوقهم مروحية أقلعت من تلك السفينة الحربية، ليعقبها قاربان محملان بجند من بحارتها يعترضان قاربهم “بركات” ويحاذيانه ليقفز عليه جنود البحارة وينهالون ضرباً مبرحاً على الصيادين، ولم يكتفوا بذلك بل قذفوا بهم إلى البحر من دون أن ينتشلوهم منه، وعادوا أدراجهم إلى سفينتهم الحربية وكأنهم أكملوا مهمتهم العسكرية على هؤلاء الصيادين المنكوبين وبعد معاناة قاسية وصراع مع الأمواج العاتية تمكن الصيادون وبمشيئة الله عز وجل من الوصول إلى قاربهم “ بركات” منهكين ومتفاجئين من هذا الاعتداء الغاشم، ليتصلوا بجمعيتهم السمكية بحضرموت فترسل بدورها بلاغاً إلى شرطة خفر السواحل بخليج عدن، ثم أعقبه بيانا الداخلية وخفر السواحل باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الصيادين اليمنيين من الاعتداءات والمضايقات التي يتعرضون لها في عرض البحر من قبل البوارج الحربية والسفن الأجنبية ناهيكم عن القراصنة الصومال. عديدة تلك المآسي التي يتعرض لها الصيادون وأغلبهم من أبناء “الشحر” وقصيعر، والحامي والريدة وغيرها لما عُرف عنهم ولعهم برحلات الصيد الطويلة طلباً للرزق ورفداً لخزينة بلادهم ولعلكم تتذكرون اعتداء مروحية السفينة الحربية الروسية، قبل عامين، على مجموعة منهم مما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخرين بجروح لايزالون يعانون منها، وما هذا إلا مثال لواحد من عديد الاعتداءات والمضايقات، ناهيكم عن الجرف العشوائي لمراعي الصيد وشباك ومعدات الصيادين الذي تتسبب فيه تلك البواخر لاسيما بواخر الصيد الصناعي الكبيرة على مدار العام فتبيد ثروتنا السمكية وتضعف من إنتاجية الصيد وإيراداته المالية عاماً بعد عام. إن هذه المآسي وتلك التظلمات والشكاوى نضعها بقوة على طاولة معالي وزير الثروة السمكية أولاً.. حيث إن وزارته هي المسئولة عن حماية وتأمين موارد ثروتنا السمكية وحماية صيادينا اليمنيين وثانياً على طاولة الإتحاد التعاوني السمكي الذي لم يتوان يوماً في الدفاع عن منتسبيه وحقوقهم وثالثاً على وزارة الداخلية وخفر السواحل المعنيين بحراسة شواطئنا وبحارنا وحماية صيادينا..اللهم إننا بلغنا اللهم فاشهد. قال الشاعر: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لاتجري على اليبس أبو العتاهية Sayari 13@ hotmail.com