لم تقتصر خيرات زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – حفظه الله - المثمرة لحضرموت مؤخراً على الجوانب التنموية والخدمية والاقتصادية والاستثمارية ومعالجة أضرار الأمطار والسيول، وإعادة إعمار ما لحق بها من أضرار، بل لامست الجانب الروحي والثقافي والإعلامي، إيماناً منه أن لا تنمية وإعمار من دون وعاء ومحفزات روحية وثقافية تتبلور في الارتقاء بالوعي الجماهيري والمجتمعي، وهي الضمانات الأكيدة للتنمية والتطوير، وعلى ضوء هذه الرؤية الحكيمة للقائد الوحدوي الرمز جاءت توجيهاته الكريمة في 26 أكتوبر 2006م بخص حضرموت بصحيفة يومية رسمية هي 30 نوفمبر، ثم أكد توجيهاته هذه وجددها أثناء زيارته الأخيرة لها بالتسريع في إصدارها، كما أوضح ذلك معالي الأخ وزير الإعلام الأستاذ حسن أحمد اللوزي. كما أضاف فخامته إلى مكرمته تلك مكرمة أخرى خصّ بها حضرموت بفضائية تعنى بالجانب الثقافي والتراثي والتاريخي لهذه المحافظة الوحدوية الوفية. ولم ينس رواد العلم والفن والثقافة بحضرموت، فوجه بإحياء ذكرى رحيل روادها وأعلامها سنوياً وعلى رأسهم الأديب الكبير الراحل علي أحمد باكثير، كما وجه بطباعة كامل أعمالهم، وتأسيس متحف لرائد الغناء الحضرمي اليمني الفنان الراحل محمد جمعة خان. ولا أجافي الحقيقة إذا قلت: إن الصحيفة اليومية والفضائية الثقافية كانتا حلم أبناء حضرموت منذ الساعات الأولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، وكانوا على ثقة من أن الأخ الرئيس سوف يحقق لهم ذلك الحلم مهما تقادمت الأيام والسنون، وها هي بشائر تحقيقه أصبحت قاب قوسين منه، في ظل الجهود والاستعدادات الحثيثة التي باشرتها حكومتنا الموقرة ممثلة في معالي الأخ وزير الإعلام وقيادة الوزارة والأخ محافظ حضرموت والسلطة المحلية. وقديماً قالوا: إن الشيء بالشيء يذكر، وعليه دعوني استعيد إلى الأذهان مقتطفاً مما كتبته في هذا الصدد ونشرته العزيزة (الجمهورية) في عدد صار رقم [14504] ليوم السبت الموافق 25 يوليو 2009م في صفحتها (الأخيرة 2) إذ كتبت قائلاً : وإذ نتطلع لأن تكون صحيفة (30 نوفمبر) رافداً إعلامياً للساحة السياسية في بلادنا، فإن الأمل يحدونا في أن تكون بداياتها على قدر من المهنية والإبداع الصحفي. ولن يتسنى ل(نوفمبر) القادمة أن تحظى بذلك إلا إذا توافرت لها الإمكانات المطبعية والفنية والمادية قدر المستطاع، إلى جانب الإدارة الصحفية المجربة والمحترفة والطاقم الصحفي الجيد. ويتوقف كل هذا وذاك على الاختيار المدروس والسليم لإدارة التحرير والمحررين ومن ثم الكتاب المرموقين، ونرى أن هذا الاختيار ينبغي أن يقوم على أساس الخبرة والمهنية والاحتراف والمستوى العلمي وسعة الاطلاع والثقافة العامة، وما خلا ذلك يعد ضرباً من ضروب المجازفة بمكانة وريادة حضرموت في عالم الصحافة والتي اكتسبتها منذ ما يربوا على قرن من الزمان).. فمبارك لحضرموت صحيفة (30 نوفمبر) والفضائية الثقافية وتكريم روادها وأعلامها الأماجد وشكراً فخامة الرئيس. قال الشاعر : سبقت السابقين فما تجُارى وجاوزت العلُو فما تُعالى وأقسم لو صلحت يمين شيء لما صلح العباد لك شِمالاً (أبو الطيب المتنبي)