تتطلع محافظة حضرموت بفارغ الصبر، لأن ترى المكرمة التي خصها بها فخامة الأخ الرئيس - حفظه الله - النور وتصبح حقيقة ملموسة في قادمات الأيام؛ هذه المكرمة الرئاسية الحكيمة تتمثل في تشريف حضرموت بإصدار صحيفة رسمية يومية أطلق عليها «30 نوفمبر»، تخليداً ليوم الاستقلال الوطني المجيد، وتصدر عن «مؤسسة باكثير للصحافة والطباعة والنشر» بحاضرتها «المكلا».فمنذ أن أولى فخامة الأخ الرئيس حضرموت اهتماماته الخاصة، بوصفها تمثل العمق الاستراتيجي لليمن، لم يغب عن باله حاجة هذه المحافظة المعطاءة والحاضنة لجديد ما يعتمل في بلادنا من حركة نماء اقتصادي وتنموي واستثماري إلى صحافة تواكب هذا الجديد وذاك النشاط وتسهم بفاعلية في تسليط الأضواء على كل ما يعتمل فيها من تحولات وتطورات، وما ينتج عنها من منجزات، وذلك بمهنية صحفية عالية، تسهم في جذب أبناء المحافظة والوطن عموماً للتفاعل معها والإسهام فيها. وبالفعل بعد أن استعدنا مؤسسة دار باكثير وأعدنا لها جاهزيتها، وجه فخامته بإصدار صحيفة (شبام) الأسبوعية شبه الرسمية عن المؤسسة لتتضافر بجهودها مع صحيفة «المسيلة» الأسبوعية لسد الفراغ الإعلامي السائد آنذاك. ومن هنا تفتقت حكمة وصوابية رؤى فخامة الأخ الرئيس عن فكرة مشروع إعادة هيكلة وبناء مؤسسة دار باكثير لتكون بمثابة قاعدة إعلامية مؤسسية حديثة تؤسس لإصدار الصحيفة الرسمية اليومية المنتظرة، ومن ناحية أخرى تسهم إسهاماً فاعلاً في النهوض الإعلامي، والصحفي المأمول في محافظة حضرموت والمحافظات المجاورة لها. وبهذه المكرمة الرئاسية الميمونة يكون فخامة الأخ الرئيس - حفظه الله - قد أعاد لحضرموت مجدها الصحفي (الغابر) حيث كانت السباقة في إصدار صحف على قدر من المهنية في المهجر اليمني بشرق آسيا والداخل منذ العام صحيفة «الإمام» في سنغافورة لمحمد بن عقيل بن يحيى عام 1960وصحيفة «الإصلاح» عام 1980، و1960مثل«الإقبال» 1917، ونشرة (حضرموت) في (تريم) عام 1917وغيرها من الصحف والمجلات. وإذ نتطلع لأن تكون صحيفة 30نوفمبر» رافداً إعلامياً مهماً في الساحة السياسية في بلادنا، فإن الأمل يحدونا في أن تكون بداياتها على قدر من المهنية والإبداع الصحفي، ولن يتسنى ل«نوفمبر» القادمة أن تحظى بذلك إلا إذا توافرت لها الإمكانات المطبعية والفنية والمادية قدر المستطاع، إلى جانب الإدارة الصحفية المجربة والمحترفة والطاقم الصحفي الجيد. ويتوقف كل هذا وذاك على الاختيار المدروس والسليم لإدارة التحرير والمحررين ومن ثم الكتاب المرموقون الذين سيسهمون في الكتابة فيها، ونرى أن هذا الاختيار ينبغي أن يقوم على أساس الخبرة والمهنية والاحتراف والمستوى العلمي وسعة الاطلاع والثقافة العامة، وما خلا ذلك يعد ضرباً من ضروب المجازفة بمكانة وريادة حضرموت في عالم الصحافة والتي اكتسبتها منذ ما يربو على قرن من الزمان.