تكاد تكون المعارضة في بلادنا تحت ما يسمى بالمشترك من أغرب وأعجب معارضات العالم, فهي المعارضة التي تطالب الحاكم بأن يعطيها ما رفض المواطن أن يعطيها, ففي حين أن المواطن اليمني الواعي رفض وفي أكثر من عملية انتخابية قبول مرشحي المشترك كممثلين له في الحكم سواء في الانتخابات المحلية أو النيابية وأيضاً الرئاسية هاهم يلهثون الآن للحصول على ما لم ينالوه من الشعب في بحث عن إنجاز لم يجدوه في صناديق الاقتراع, في مفارقة عجيبة وغريبة من أحزاب تدعي دائماً التزامها بالديمقراطية وحرية الاختيار والتعبير عن الرأي. ففي حين أن الجميع قريباً كان أم بعيداً عن الساحة اليمنية يشهد بأن التجربة اليمنية الديمقراطية واحدة من أكثر التجارب الناجحة عالمياً حيث إنها طبقت على جميع المستويات حتى على مستوى المحافظين وانتخاباتهم نجد أحزاب اللقاء المشترك يفاوضون الحاكم من أجل الوصول إلى السلطة مقابل الإقلاع عن تهييج الشارع وإثارة الفتن, في إشارة توضح بأن أحزاب المشترك ينتهجون أسلوب إثارة الفتن والمشاكل للوصول إلى أهدافهم وبأن لديهم عصا سحرية ستنقذ اليمن مما هو عليه، والأغرب من هذا وذاك أنهم يمنون أنفسهم بالجلوس على طاولة النقاش والحوار لإملاء شروطهم لذا نجدهم يماطلون في الدخول إلى الحوار, ويمنون أنفسهم أن ينالوا ما لم يعطهم الشعب ليحكموا شعباً لا يريدهم ولا يريد أفكارهم ولا مشاريعهم, غير أن الشعب اليمني أصبح على قدر من الوعي والإدراك ويعرف أين تكمن مصلحته وأن الثقة التي وضعوها في أشخاص محددين سواء على المستوى المحلي أو النيابي والأهم الرئاسي سوف يقودون الدفة بكل ثقة واقتدار وقوة ومنعة إلى شاطئ السلامة والتنمية والنماء مهما كانت شدة الأعاصير وقوة تلاطم الأمواج لأن لسفينة الوطن رباناً ماهراً علمته الحياة كيف يتصرف في مثل هذه الظروف ومن بعده شعب قوي أبي، وصلب صبور يعرف كيف ومتى يساند قائده وربانه لتجاوز المحن. وهنا أقول لشعبنا اليمني أقول لهم: لا ينطلي عليك تباكي العجائز في المعارضة على أحوالنا وظروفنا ليكسبوا ودكم فدموعهم مستوردة من عيون التماسيح وأنتم تعرفون تمام المعرفة هذه الدموع وأصلها ومنبعها وقد اختبرتموهم في تجارب سابقة, كما أقول هنا للمعارضة أقول لهم: كفى مشاريع هدامة ودموعاً كاذبة لأنها لم ولن تنطلي على شعبنا، فنحن نعرفكم جيداً ونعرف مخططاتكم وأهدافكم وسياساتكم، والأكثر من هذا ادعاءاتكم وفشلكم المتكرر سياسياً في كل التجارب الديمقراطية التي خاضها أبناء شعبنا في ظل اليمن الموحد، وعليكم أن تؤمنوا بأن مصالح الوطن أسمى من مصالحكم الشخصية لكي تنجحوا مستقبلاً إن كنتم تبحثون عن النجاح وإلا فستظلون رفقة للفشل كوجهان لعملة واحدة, ورسالة أخيرة مكتوبة بقطرات الدم والوفاء والحب لفخامة الرئيس الرمز علي عبدالله صالح أقول له: لا تلتفت لمثل هذه الهرطقات والدموع الكاذبة الهدامة التي تطلقها أحزاب المعارضة فأنتم تعرفونهم كما يعرفهم الشعب اليمني الذي رفض أن يعطيهم ما لا يستحقونه لأن هذا الشعب يدرك جيداً أين تكمن مصلحته، ونحن كلنا من المهرة إلى صعدة ومن عدن إلى صنعاء ومن حنيش إلى سقطرى خلفك وسنقولها كما قلناها من قبل: نعم لقيادتك دفة سفينة الوطن، فأمضِ بنا ونحن معك.