لم يعد خافياً على المواطن البسيط تلك المكايدات والمزايدات والمناكفات والمتاجرة التي يمارسها تكتل اللقاء المشترك من أجل إدخال البلاد في ما رسموا له باسم النفق المظلم, بل لم يعد خافياً على المواطن البسيط أن ممارسات تلك الأحزاب لا تصب إلا في إطار الإتجاه نحو الهاوية التي تريد تلك الأحزاب أن تضع فيها البلاد والعباد. والأكثر من ذلك أن المواطن بات يتشاءم من أية دعوة للقاء المشترك، على اعتبار أنه لا يلقى منها إلا الويلات والدمار وصب الزيت على النار وتأجيج الفتنة, رغم أن أحزاب المشترك عندما تقوم بتوزيع الدعوات تستخدم المسجد وكل من لديه القدرة على الوعظ والإرشاد وتُلبِس دعوتها لباساً حسناً يتزين بالدين والمطالب الحقوقية والخدمية, إلا أن المواطن قد تعلم ولم تعد تنطلي عليه تلك الأساليب حتى وإن شارك في الحضور من باب الفضول إلا أنه في قمة الحذر ويرفض الانجرار إلى ما دعوا إليه من الفوضى والإضرار بالمصالح العليا للوطن ومصالح الناس المباشرة. إن المتابعين لتصرفات تلك الأحزاب من السياسيين والإعلاميين المنصفين والموضوعيين يدركون بأن هذه الأحزاب لاتمتلك رؤية وطنية موحدة ولايوحدهم إلا التمسك بالشر والفعل الضار بالمصالح العليا للبلاد فيسعون إلى إفساد العمل السياسي وتعطيل الأعمال في المؤسسات والأجهزة الحكومية من خلال تحريض منظمات المجتمع المدني من أجل ممارسة المزيد من الابتزاز في ظروف البلاد التي هي أحوج ماتكون إلى الانضباط في المدرسة والمستشفى والمصنع والمرفق الحكومي. ولأن تلك الأحزاب غير قادرة على امتلاك رؤية وطنية موحدة فإن اللجوء إلى التحالفات الشيطانية وتثوير الشارع هو القاسم الذي يجمع هذه الأحزاب وتحقق اتفاقاً عليه, أما الاتفاق على رؤية وطنية تحافظ على مصالح البلاد والعباد فدونه ضرب الرقاب. وبموضوعية مطلقة بعد هذا كله كيف يركن الشعب على أحزاب لاتفلح إلا في خراب البلاد ودمار العباد؟ ولذلك كله فإن وعي الجماهير بخطورة ماتسعى إليه هذه الأحزاب الانتهازية هو الصخرة التي ستتحطم عليها أية نوايا عدوانية تُضمر الشر للبلاد والعباد بإذن الله.