سآخذكم هذه المرة معي في رحلتي البرية بين سورياوتركيا . وستلاحظون الفرق الكبير بين طرقنا ومنافذنا البرية ومنافذهم واداراتنا واداراتهم، وأترك لكم ولمستعملي الطريق والمنفذ البري أو المنافذ البرية طريقة التقييم فيما وصلنا اليه وكم بقي من الوقت حتى نصل الى تحقيق بعض الأحلام أو نصل الى مستوى ماوصل اليه الآخرون، وسأترك للمسؤولين الاستفادة مما ذكرت دون الاشارة المباشرة لما أعنيه ومن المفترض أن يفهم المعنيون مايعنيهم إن هم فعلاً يسعون إلى التغيير والتطوير . رغم أنني أشعر أنني أصبحت خبيراً بالسفر الى تركيا نتيجة لسفري الى تلك البلاد مرات عدة، لكن هذه المرة أردتها ان تكون رحلة برية من سوريا الى تركيا لأرى بأم العين كيف هي طرق الحدود ومداخل المدن والمنافذ الحدودية البرية وغير ذلك من تلك الأمور . ؟ كان الناقل لي ومرافقي من مدينة حلب السورية الى مدينة انطاكيا والتي يرغب الأتراك ان يكون نطقها ( هتاي ) هو سيارة الأجرة التركية وسائقها التركي الجنسية . والقانون يلزمه هنا في تركياوسوريا أن يكون عدد الركاب بدون السائق اربعة ركاب فقط لاغير ولم ألحظ على السائق محاولته تصعيد من هم على الطريق رغم أن اتجاههم هو نفس اتجاهنا . وهنا الالتزام من قبل السائق بالنظام والقانون والقناعة تستحق وقفة إشادة . والإشادة هنا سببها الالتزام بالنظام لديهم والبعد عن الطمع فهل نتعلم . ؟ والحقيقة أن التنقل الذي أصبح بدون تأشيرة بين مواطني سورياوتركيا قد سهل مسألة التنقل بين البلدين والشعبين وفتح آفاقاً كثيرة وكبيرة في تبادل المنافع والمنتجات والصناعات وفتح آفاقاً سياحية كثيرة بين البلدين . وتلمس ذلك خصوصا بين مدن الحدود فستشاهد السيارات والمواطنين من الجانبين في كل مكان متنقلين تجاراً وسياحاً من الجانبين وهذه إحدى مزايا الانفتاح المتبادل البلدين بعد طول مقاطعة وتشدد من قبل الجانبين فهل تتكرر الصورة بين اليمن ودول الجوار. نأمل ذلك وليس ذلك ببعيد المنال؟ . وفي هذه الحال لاتستطيع أن تجزم أن المستفيد الحقيقي والأكثر هو البلد الفلاني أو الشعب الفلاني رغم الفارق الكبير في انفتاح بلد اقتصاديا وتحفظ ومحدودية البلاد الأخرى . لكن الفائدة الفعلية تعم شعبي البلدين . وكل طرف لديه فائدة يستفيد منها الآخر فعلى سبيل المثال استفاد الأتراك القاطنون في لواء الإسكندرون كثيراً وهم يمثلون رقماً لابأس به من عدد السكان الأتراك استفادوا من قربهم من مطار حلب الدولي والذي تطير منه رحلات دولية متعددة الى وجهات متعددة من الطبيعي أفضل لهم من السفر الى الشمال ( اسطنبول ) ومواصلة رحلاتهم الدولية وهم على بعد ساعتين الى ثلاث من مطار حلب بدلا من ركوب الباص للوصول الى اسطنبول وقضاء أكثر من ثلاث ارباع اليوم في طريق داخلي فقط ليلحقوا بالرحلات الدولية من مطار اسطنبول الدولي. تلك الفائدة لن يفوتها السوريون بالطبع ومن المؤكد انهم بعد ذلك سيدعمون مطار حلب الدولي ليخدم مساحة كبيرة اغلبها تركية للتجارة أو للسياحة فالمواطن التركي في انطاكيا يحتاج فقط الى ساعتين ليكون في مطار حلب ومنه الى وجهته المطلوبة . نفس الصورة تتكرر منذ سنوات بين مطار البحرين وسكان المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية كاملة الى ان اصبح مطار البحرين مسيطراً على النسبة الكبرى والعظمى من المسافرين في شرق المملكة حتى اليوم . كل ذلك طبعا بسبب الأجواء المفتوحة ودعم المطارات المتواجدة في هذه المنطقة التي تقع بين منطقتين وبلدين متجاورين . نفس الصورة ذهب خيالي اليها وذهبت الى أن أسأل وأقول: هل ياترى سيستفيد مطار سيئون الدولي من خاصية قربة من منطقة شرورة ونجران السعوديتين بحكم انه مطار دولي ولديه رحلات دولية وهل ياترى ستدعمه وزارة النقل أكثر وأكثر وستقوم بفتح الأجواء للرحلات الخارجية ولشركات الطيران الأجنبية، وتسويق ذلك لسكان المنطقة وتهيئته الى الاستفادة من موقعه وذلك بتطويره وتطوير البنية التحتية لمنشآته ومبانيه ليستوعب تلك النقلة المستقبلية إن كان هناك مخلصون واعون ومنفتحون؟ . وعلى نفس المنوال هناك مطار الحديدة الدولي، ونتيجة لقربه من منطقة جيزان السعودية فهل ستتحرك وزارة النقل لتشجيع شركات الطيران المختلفة وتسويق المطار وخدماته الى منطقة تهامة اليمنية والسعودية لتصل فائدة ذلك لليمن ومواطنيه ؟ من حقي أن أتخيل وأحلم برؤية الكثير من المسافرين من الدول المجاورة خصوصا شرورة ونجران وماجاورها يستفيدون من قربهم من مطار سيئون لقربه من مناطقهم ولوجود رحلات متعددة منه واليه، وكذلك الحال مطار الحديدة الدولي .. هذه المسألة ليست معجزة ولا تتطلب خطة خمسية أو تكاليف باهظة هي فقط تريد تهيئة تلك المطارات ومنشآتها ونية صادقة للوصول الى ان تكون مناطقنا ومطاراتنا جاذبة ومتحركة نحو عصر الطيران المتطور والأجواء المفتوحة والخطوات المحفزة .. وحتى يأتي اليوم الذي تطلب الخطوط الدولية السماح لها بالهبوط والإقلاع من مطاري سيئون والحديدة على الناقل اليمني أن يكون المبادر الأول في ربط المطارين برحلات دولية مباشرة وليس عبر صنعاء أو عدن . تلك ستكون هي البذرة الأولى في اعلام مواطني تلك المناطق أن بإمكانهم السفر من تلك المطارات الى حيث شاءوا وستكون تلك الخطوات هي البداية الصحيحة قبل ان يخطوها الجيران الكرام ونحن نتفرج، فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك . تصوروا معي كم من محطات البنزين في الطريق ستستفيد من خطوات كتلك لتقديم خدماتها للمتوجهين من دول الجوار للسفر من المطارات اليمنية الى وجهات دولية كدبي ومصر وسوريا على سبيل المثال، وكم فنادق سيكون وضعها افضل من هذه الأيام ستستفيد من هكذا حراك اقتصادي وسياحي تسببت فيه مطاراتنا بشكل ايجابي للبلد .؟ وكم ياترى سيستفيد المطار بمواقف سياراته والحافلات التي تنقل الركاب وغير ذلك الكثير مما يصعب تحديده في هذه العجالة؟ . هذه الاطلالة السريعة من الحلم اليمني مشروعة وليست بمعجزة تحقيقها وسنكمل في الجزء القادم الرحلة البرية.