يوماً فيوماً تواصل عناصر التخريب ارتكاب جرائمها الوحشية ,وهي اليوم بقتل بعض الجنود والمواطنين بعد التمثيل بهم تؤكد للجميع انها قد تجردت من كل معاني الإنسانية واعتزمت اعتزاماً صادقاً الإفساد في الارض بقتل الأبرياء والتمثيل بجثثهم في همجية ورعونة لم يشهد لها تاريخ اليمن مثيلاً. لقد توافرت كل الدلائل منذ نهاية العام المنصرم على أن ثمة نهجاً خطيراً يؤسس للعنف الطائفي والمناطقي تقوده عناصر التخريب في بعض مديريات المحافظات الجنوبية ,وقد كان لهذه الدلائل صوتها المدوي بالاستغاثة تارة وبالتحذير تارة أخرى من مغبة استفراد اولئك القتلة بحياة الناس ومصائرهم، واليوم يتواصل مسلسل الوحشية البربرية بقتلهم أحد الجنود مفرغين في جسده مايربو على ثلاثين طلقة نارية وقبل ذلك سبق لأحد المواطنين أن تعرض لعملية تعذيب وتمثيل بشعة حين أقدمت بعض عناصر التخريب في مديرية الحبيلين على قطع أذنه وشج رأسه وانتزاع عضوه التناسلي. وماذا أيضاً ايها القتلة المأجورون؟ هل يعقل أن يكون نهر الدم المتدفق هو مطيتكم لتحقيق أهدافكم الأنانية ومراميكم العدوانية ونزواتكم الشيطانية؟! ليس الأمر كما تظنون .. فإنكم وأنتم في سعيكم إلى ماتريدون ,تكون يد الله قد وضعت عنايتها فوق جراح المصاب وقبر الشهيد وبكاء الثكلى وأنين الطفل وهم موعودون بالاقتصاص لهم والانتقام ممن آذاهم وفجّر فيهم الحزن والآهات ونبوات الألم. إن قضية التخريب في بعض المديريات تدخل بهذه الجرائم الأخيرة مساراً خطيراً يهدد حياة الناس ويشعل مخاوفهم .. ولهذا ينبغي أن تُدبر لهذه القضية حلولها الحاسمة الكفيلة بقطع دابر كل من زين له سوء عمله ممارسة القتل بدم بارد أو التصفيات الجسدية بحق الأبرياء. لا أمل في أن تعود أيادي الخبث والإجرام إلى رشدها وتقلع عن غيها ونهجها الدموي , لذلك فحري بالأجهزة الأمنية أن تكثف جهودها وتوسع حجم انتشارها الأمني بما يكفل إرساء دعائم الأمن وملاحقة تلك العناصر حتى تقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع , وبغير ذلك فإن أصحاب مشاريع القتل المأجورين سيظلون باسطي أجنحتهم على الأحياء والممرات لارتكاب جرائم هدفها تيئيس الناس من الإقامة بين اخوانهم في المحافظات الجنوبية وإلجاؤهم إلى الفرار بأنفسهم. ولكننا نقول مايقوله كل عاقل وهو أن إرادة الإنسان تقهر دوماً كل مخططات العمالة وحبائل الفتنة، فالشعب اليمني بطبيعته شعب وحدوي يرفض كل أشكال التفرقة والتجزئة، وحقائق التاريخ أبرز شاهد على ذلك .. ففي عصور التشرذم والتمزق عملت الجموع الوطنية على تحدي كل أنظمة التجزئ والعزلة، فاجتازوا الحواجز المصطنعة وانغمسوا في جميع مناطق اليمن شمالاً وجنوباً إخوة متحابين، ولذلك فلن يؤثر في قناعاتهم مايظهر اليوم من أساليب تيئيس وتنفير بل إنهم أكثر ادراكاً لحتمية العاقبة السيئة لكل من حمل شعار الفتنة واتخذه غطاءً لممارسة أعماله العدوانية وجرائمه بحق الأبرياء من إخوانهم العاملين أو المرابطين في المحافظات الجنوبية. فكل من أوهمته دروس ودورات العمالة للخارج أن تقويض بنيان الوحدة أمر سهل وأن إعلاء صوت النار وممارسة الجريمة مدخل مهم لتحقيق مآربهم في النيل من الوحدة الوطنية، فكل من وقع في هذا الوهم عليه إدراك انه مخدوع يحلم بالمحال لأن وحدتنا الوطنية ملك الشعب وهو صانعها بإرادته الحرة ودأبه الحثيث في تاريخ طويل، وهو اليوم قد وجد بها وضعه الطبيعي وحياته المستقرة التي يأمن الناس فيها على نفوسهم وأموالهم ثم إنها وحدة حياة وهدف وغاية.. تعمدت بالدم وشيدت بالإباء والبطولات وتعمقت بالحب والإجلال وهي اليوم عنوان الإنسان اليمني بين الأمم ,وبدونها يكون مجهول الهوية ينخر في جسده الضياع والانقسام والتناحر.. لهذا ينبغي أن تدرك كل عناصر العمالة والتخريب أنهم يسيرون في طريق مسدود، والأيام كفيلة بإيقاعهم في شر أعمالهم لينالوا جزاءهم، وينتهي الشر ويعلو صوت الحق وإرادة الوطن في يمن واحد إلى أبد الآبدين.