الولاء الوطني ليس شعاراًً يردد، بل ينطلق من الولاء لله عز وجل ورسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) ,وهو عقيدة وإيمان راسخ يؤكده العمل الصادق والمخلص من أجل رفعة وتقدم وطننا وإعلاء شأنه بما يحقق أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته. ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو أستاذي الرائع عبدالله الخولاني، هذا الإنسان الذي علمني الكثير والكثير من الدروس والمواعظ والقيم الاخلاقية والإنسانية ,علمني حين كنت طالباً على مقاعد الدراسة أن حب الوطن من الإيمان ومن أجل الوطن نضحي بأنفسنا وأرواحنا من أجله ,وهاهو اليوم يعلمني نفس الدرس ولكن هذا اليوم بات ضرورياً تعلم هذا الدرس بهدف غرس حب الوطن في عقول وقلوب الناشئة والشباب وتحصينهم من الأفكار والاطروحات التي يروج لها أعداء الوطن حتى ينشأ جيل يجري حب الوطن في عروقهم مجرى الدم وهي خطوة باتت ضرورية جداً وعلى السلطات المختصة خاصة وزارة التربية والتعليم المبادرة في تبني هذا التوجه.. وهاهو أستاذي عبدالله الخولاني كما عرفناه نشطاً محباً لوطنه متمسكاً بنهجه ورسالته السامية ,يركض هنا وهناك ,لتأدية رسالته من منطلق (اليمن أولاً) رهان التحول والتغيير ,فالهم الوطني أصبج ضرورة لا هروب منها أو تساهل، فالمسئولية الوطنية تجعل الكل يعمل من أجل (اليمن أولاً) وتلزمنا جميعاً سلطة ومعارضة ومستقلين ومثقفين وكل شرائح المجتمع ومنظمات المجتمع المدني شركاء فاعلون لتحقيق التحول الاجتماعي الوطني الذي نتطلع إليه وننشده. وليكن شعار (اليمن أولاً) بداية تحول جديد وشعور بعظمة الانتماء للوطن والشعور بالمسئولية التي نحملها ,وتكون مسئوليتنا جميعاً دون استثناء. فالولاء الوطني مسئوليتنا جميعاً دون استثناء وحب الوطن والانتماء لا تثبته الشعارات والاحتفالات,لكن يثبته عمل دؤوب بنصح واخلاص ومحبة ليزدهر الوطن بالأعمال الوطنية المجيدة. فوزارة التربية والتعليم تتحمل جزءاً من المسئولية في ظل غياب دورها الرقابي على المنشآت التعليمية الرسمية والأهلية وغيرها ,حيث للأسف نجد أنه ورغم مرور عشرين عاماً على الوحدة اليمنية إلا أن جيل الوحدة أنفسهم لايعرفون شيئاً عن مايو 1990م ولم يفقهون علاقات الانتماء وآيات الولاء الوطني؟! فهل تعرف كم عدد المدارس الخاصة والحكومية التي تردد شعار (الله الوطن الثورة الوحدة) عقب الطابور الصباحي على أقل تقدير؟! هل تعلم أن النشيد الوطني أضحى شريطاً مسجلاً وكلمات يرددها الفنان لوحده ويبقى الطلاب صامتين في الطابور ولماذا الطلاب لايرددون النشيد؟! لماذا لايكون النشيد الوطني وأهداف الثورة والولاء للوطن من مقررات الحفظ للكلمات والمعاني والدلالات؟! فالوطنية ليست كلمات نرددها ولكن الوطنية شعلة متوهجة في الضمير وإرادة فداء لاتضعف إذا ما تعرضت حدود الوطن وأمنه ومصالحه للخطر.. إن الوطنية هي القدرة على الإبداع في كل الأوقات والتضحية حين تستدعي الحاجة بالنفس، فالروح المبدعة لاتموت إلا من أجل أن يبقى الوطن شامخاً ..الوطنية نوع من التقوى تزداد قوة كلما التزمنا بأداء شعائرها. ورحم الله الشاعر أحمد شوقي حيث علمنا ذلك قائلاً: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي كما يلقننا المقالح مواجيد الوطن قائلاً بألم: وطني النهار ومعبد الزمنِ أنا عائد لأراك ياوطني صنعاء تدعوني مواسمها وعواصف الأشواق تعصرني أنا أنت في حزني وفي فرحي أنا أنت في صحوي وفي وسني حاولت أن أنساك فانطفأت طرق الهوى في سائر المدن وعلى ثراك الروح هائمة لاتخش ليس هنا سوى اليمن فالولاء الوطني ليس درساً في كراسة ولكن الولاء الوطني وجدان والتزام ومعرفة ومسئولية والوطنية سلوك أقرب إلى التقوى وطقس أكثر ورعاً من الصلاة.. الوطنية لا تعلم بل تعاش ,كذلك القيم لا تلقن بل تمارس ولكن يجب أن نعمل بروح وطنية يقظة للنهوض بهذا الوطن الجميل العظيم والسعي إلى تنمية حب اليمن في نفوسنا ,وغرس حب الانتماء ونبذ الحقد والكراهية والمناطقية ونعيش في وطن آمن ومستقر وموحد إلى أن تقوم الساعة.